أمر الله .. خيرًا لك

متابعة : محمود عبد الرحيم

إن أمر الله له معاني كثيرة غير ما يظهر لك من أحداث ، لأن الأنسان يستطيع بعقله التعامل مع الأحداث ولكن هذا التعامل

ليس بالضرورة يكون تعامل صحيح ، ولكن ما يريده الله لك هو خيرًا ولكن أنت لا تدركه إلا بالتدبر.

فعندما جاء أمر الله لإبليس بالسجود لآدم كان عقله مقتصرًا على السجود لآدم ، ولم يلتفت للقضية الأهم وهي قضية أكبر

من أدم ومن السجود له، إنها قضية أمر الله قال الله تعالى في سورة الأعراف ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ

أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) ⁽¹²⁾ 

ومرت العقود وظهر خريج أخر من هذه المدرسة إنه ابن نوح عليه السلام فقد نظر إلى الطوفان نظرة سطحية

ساذجة وتعامل معه كأنه قضية مناخ صعب أو ماء في حالة فيضان فقال : (قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي

مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) سورة هود

فاعتقد أن العصمة تكون من الماء ولكن نظرة سيدنا نوح كانت أكثر عمقًا ، ووضح له أن القضية أكبر من مجرد

ماء غامر بل هي قضية أمر إلهي بالإغراق القاهر قال :

(قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ)

ولم ينتظر الموج انتهاء الحوار بينهم ( وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ) .

ومن نفس المدرسة هو اعتقاد البعض بأن الصلاة مجرد حركات ، والحجاب مجرد غطاء للرأس ، الحج مجرد

طقوس ، رمضان مجرد رجيم جيد.

من خلال الحج يكتسب الإنسان بعض الصفات إذا لم يكتسبها فهو لم يدرك الأمر الإلهي من الحج منها أداء شكر نعمة

الصحة والمال وهما من أعظم نعم الله على الإنسان في الدنيا وفيه تدريب النفس على الوصول إلى أعلى درجات الإيمان

والصبر جتمع المسلمون من كافة أقطار الأرض ليستفيدوا من منافع الحج سواءً أكانت علمية أم اقتصادية أم اجتماعية أم

غيرها مما يعود بالعزة والقوة لأمة الإِسلام إذا أحسن استغلال الحج كأعظم مؤتمر إسلامي عام يتكرر كل عام، المساواة

بين جميع الناس بالملبس والعبادة .

القضية أكبر من ذلك بكثير أنها قضية أمر من الخالق ، امتحان ، ونجاحك هو العبودية من المعبود للخالق

وحتى تستطيع النجاح في هذا الامتحان أنظر أولاً إلى الأمر ثم الأمر .

كيف تصبح لديك تسليم لأوامر الله مهما كنت تميل إلي عكس ذلك ، ويتكون لديك الاعتقاد القوي بأن ما يأمر

به الله هو الخير لك فهو العليم الحكيم .