الرضا عن الله أولى خطواتك للسعادة

كتبت : رحاب الغزاوي

قال الله تعالى " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار" ⁽²⁴⁾ من سورة الرعد

والصبر يحمل بين طياته الرضا بما قسمه الله ، والتسليم التام لحكم الله ؛  لأنه يعلم ما لا نعلم ، كما أن الله عدل لا يظلم أحدًا.

الرضا هو حالة الهدوء والسكينة ، والرضا بالقليل ، والإيمان بقضاء الله خيره وشره، ويتقبل ما يمر به من أحداث

في حياته ، بنفس مطمئنة ؛ لأنه يثق في الله .

ولا يتعارض الرضا مع السعي لتطوير الذات ؛ لأن الرضا هو الاقتناع بأن الله عادل يعطي الخير لمن يستحق

ويعطي الشر لمن يستحق .

وقد قال الله تعالىعن الرضا : " وإذا مس الناس ضرًا دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق

منهم بربهم يشركون ⁽³³⁾ ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ⁽³⁴⁾  أم أنزلنا عليهم سلطانًا فهو يتكلم

بما كانوا به يشركون ⁽³⁵⁾ وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذ هم يقنطون

⁽³⁶⁾ أو لم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر أن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون ⁽³⁷⁾ " سورة الروم

وقد دلت الآيات السابقة على أن الرضا له دلائل ، وهي أن يتحدث الأنسان بما يرضي الله عند الأزمات ولا

يشرك بالله ، فإن هذا الحديث في أوقات الشدة يدل على ما يحمله داخل نفسه من الإيمان أو الشرك بقضاء

الله .

كما أوضحت الآيات كيف يظهر عدل الله بما يمر بنا من أحداث، فلنتفكر في الآيات السابقة لنرى أن الله عز  وجل

قال "وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم " .. هذا يعني أن الإنسان قدم عمل الشر بقوًل أو عملاً قبل أن يحل

عليه أحداث صعبة في حياته .

ولهذا لا بد من مراجعة النفس وحسابها لتصلح ما أفسدت ، فكل كلمة سيئة ترد إليك بسوء وكل فعل سيئ

يرد إليك بمثله، ويتطلب الرضا الإيمان الكامل بأن الخير يأتي من الله والشر يأتي من أنفسنا ، فنحن نعيش

على الأرض بقوانين الله العادل.

وهذا ما أخبرنا به الله عز  وجل في كتابه المبين بقوله " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس

ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ⁽⁴¹⁾ " سورة الروم

هناك عقاب يأتي لنا في صورة فردية عندما يستحق الفرد هذا العقاب لعمل سيئ فعله ، وهناك عقاب يأتي لنا

في صورة أعم وأشمل مثل الصواعق وغيرها من الأحداث الكونية عندما يجتمع الناس على ذنوب مشتركة

تستحق هذا العقاب .

فقبل رفضك وعدم رضاك بالعقاب من الله ابحث عن سبب العقاب وأصلح ذاتك  فإن الخير يأتي من الله والشر

يأتي من نفسك، وأرضى عن الله يرضا عنك .