كتب : أحمد زيدان
وصلتني رسالة من السيدة خ . م تبلغ من العمر ٣٠ عاما بدأت مشكلتها مع قدوم أو طفل لها مع زوجها الذي يكبرها ب ٦ سنوات تقول السيدة
حيث أصبح زوجي غير متوافق معي في كثير من الأوقات و أصبح داءم الشكوي مني بسبب انشغالي المستمر بطفلي ...
سيدتي .. هذا لسان حال كثير من الآباء و الذي يطلق عليه الأب الطفل و هم قسمان :
الأول و هو الغيور من الأم: و الذي يريد الطفل له فقط و يرغب في احتضانه كل الوقت و تشتد غيرته حين يفضل الطفل الأم عليه .
كأن يبكي رغبة في امه و هو بين أحضان الأب. فيكف عن البكاء بمجرد استلامها له و ضمه الي صدرها .
أما النوع الثاني فهو الغيور من الطفل و هو الذي يريد زوجته كلها له و اهتمامها به اكثر من اهتمامها بالطفل الجديد فالغيرة شديدة عنده
من المولود الذي يستحوذ علي كل اهتمام الأم الزوجة .......
إن هذا النوع من الآباء بقسميه يعني من نقص عاطفي و حاجة نفسية الي الحنان و هم يمثلون الفئة التي لم تتاح لها إمكانية النضج و
تجاوز مرحلة الطفولة و التي من خصائصها الميل للاستحواذ علي كل شيء يحب . و هم طيبون لاقصي درجة لكنهم غير مهيئين نفسيا
لمهمة الأب.
عليك ابنتي العزيزة تأكدي أن غيرة زوجك من المولود الجديد لا تنفي حبه له، لكن غريزة الأمومة لديك تكبر مع شهور الحمل التي تعيشين فيها
مع الجنين داخل جسم واحد، وهذه الفترة مررتِ بتجربة فريدة تحمل كثير من المشاعر والأحاسيس التي لا يعلم عنها الزوج شيئًا ولم يجربها
بنفسه مهما تحدثتِ عنها .
خصصي وقتًا لزوجك بشكل يومي، تتحدثان في هذا الوقت عن يومه وأخباره، أو يمكنكما القيام بأي نشاط مشترك زوجك في الفترة التالية
للزواج كان محور حياتك واهتمامك وفجأة وجد من يشاركه بل يستحوذ على اهتمامك بالكامل، فلا تلوميه بالكامل في مشاعره وتفهميها جيدًا.
لا تحاولي الاستهزاء بمشاعره أمامه أو أمام الآخرين .
لا يكن حديثك دائمًا عن الطفل ومتطلباته ومسؤولياته، بالطبع سيكون جزءًا من الحديث لكن لا يكون هو المستحوذ عليه. تحدثي مع زوجك
عن يومه وعمله وأصدقائه،
عودي زوجك بالتدريج على قضاء بعض الوقت مع طفلكما بمفرده، ولا تملي عليه قائمة من التعليمات المسبقة فالرجال يخافون من
المسؤولية، اتركيه يتعامل بفطرته وهكذا تتكون الروابط بينه وبين طفله بسلاسة دون قيود.