سارق في البيت

كتب : أحمد زيدان - مرفت حمدي

قابلت منذ يومين سيدة تجاوزت من العمر الستين في حالة من الهم والحزن  فاستوقفتني وتسألت هل يمكني أن أروي لك قصتي وتساعدني

فرحبت لمساعدتها داعيًا أن يوفقني الله أن أكون سببًا في محو الهم والحزن عن هذه السيدة .

فقالت لدي ثلاث أبناء أثنان منهم انهوا تعليمهم وسافروا للعمل فى بلد عربي والثالث مازال فى التعليم ويقيم معي انا وهو فقط فى البيت لأن

والدهم متوفي

.. وانا متعودة اشيل مبلغ من المال كل شهر في مكان معين حتي اجمع مبلغ وأذهب إلى البنك أضعه فى الحساب لرغبتي الشديدة في  أن  أحج

بيت الله

ولكن هذه المرة بعد أن وصل المبلغ المعتادة عليه وهو ٥٠٠٠ جنية ذهبت للمكان للبحث عنه لكي أودعه في  البنك كما افعل فلم أجده .

وعندماا تحدثت مع ابني قال انه لا يعلم عن هذا المبلغ شيئًا

لكن الأم تقول لا استطيع تصديق ان يكون ابني من فعل ذلك ولا استطيع تصديق وأن المبلغ اختفى بفعل سحر أو أي شئ من هذا القبيل ماذا

أفعل؟

عزيزتي الأم :

حاولي التأكد من ذلك بعدة أساليب مختلفه تستشف منها الحقيقه واذا ثبت فعلا ان الابن هو الفاعل الحقيقي فعليك الحكمه في رد فعلك تجاهه

حتى لا تفقدي السيطره على زمام الأمر للوصول للدافع الذي الذي جعله يقوم بذلك .

سؤال يطرح نفسه علينا نحن الآباء و بصفة ملحة دائما هل يسرق أبناءنا؟؟؟ و كيف نتصرف عند ضبط احد أبناءنا و هو يسرق ؟

و كيف اعالج سرقة ابني؟

ان اهم خطوة لمعالجة ظاهرة السرقة لدي الأبناء  ولا سيما الأطفال  تتمثل في فهم أسباب و دوافع السلوك . من العبث و من الخطأ معالجة

اعراض المشكلة و اللجوء الي العقاب و غيره .

إذ ان اسلوب التعامل مع ظاهر المشكلة  يزيده  تثبيتا و استفحاال في شخصية الأبن السارق . لكن ما هي الدوافع لسرقة لدي الأبناء؟

1 .عدم وضوح مفهوم الملكية الفردية لدي الأبناء. حينما يجد الأبن نفسه في محيط كل ما فيه ملك للكبار أو ملكية مشتركة مع الأخرين...

يجد الأبن نفسه يسير في الاتجاه المعاكس و ذلك لشعوره بالحاجة الي التملك و هو شعور تفرضه طبيعة النمو النفسي لدي الأبناء

2 .الحرمان كلما شعر الأبن بحرمانه من متطلبات حياته الشخصية كلما وجد لديه دافعا قويا الي السرقة و لا سيما اذا كان الحرمان سلوكا

ابويا مفروض دون عملية اقناع ..

3 .إشباع هواية أو حاجة ذاتية احيانا تكون لدي الأبناء هوايات و ميول ذاتية و قدرات معينة كثرة الحركة و لا يجد وسيلة لإشباعها فيما هو

متاح له فيلجأ بدافع و قوة الغرائز الي سرقة اشياء تتيح له تلبية هذه الحاجات كلعبة أو كرة أو دراجة أو غيرها ....

4 .إثارة انتباه الأخرين واهتمامهم حينما يشعر الآابن بأنه غير محبوب أو أنه لا يحظى باهتمام كاف فقد يلجأ الي السرقة لإثارة الاهتمام من

قبل اآلخرين

5 .دوافع نفسية حينما يمارس نوع من الضغط أو الاضطهاد أو التعدي و الظلم فإنه قد لا يملك القدرة علي الدفاع عن نفسه فيلجأ الي السرقة

كأسلوب انتقامي  و كرد فعل لما يتعرض له من اضطهاد

6 .تحقيق الذات و هي حاجة نفسية لدي الإنسان تنمو مع نمو حاجاته و قد تقوي لدي الطفل في أجواء المنافسة و التحدي و كثرة الاختالط

7 .الدلال الزائد وكثرة الاستجابة لطلبات الأبناء و اعطاؤهم ما يريدونه و ما لا يريدون يشعر الآبناء بأن كل شيء لهم و لا حدود لرغباتهم و

حاجاتهم فيلجؤون الي السرقة كحق من حقوقهم في امتالك ما يريدونه و السؤال هنا : ماذا نفعل ؟؟

8- الغيرة وعدم الثقة في النفس قد يجد نفسه أقل مستوى من أخوته ويحاول بالسرقة إثبات لنفسه وللأخرين بأنه لا يقل عن أخواته.

9- ابحثي عن أصدقائه وهل يتناول المخدرات فغالبًا يكون لأصدقاء السؤ تأثير كبير على أبنائنا.

دعونا نتفق اولاً ان لكل سلوك دافع و تلك حقيقة اساسية في التعامل مع سلوكيات أبناءنا، و هنا يترتب عليها موقفان ايجابيان من طرفنا نحن

الآباء الأول :

تجاوز التفكير السطحي و الأحكام الجاهزة و التفسير السريع لكل سلوك غير لائق يصدر عن الأبناء.

الثاني : محاولة فهم دوافع السلوك و التعمق في دراسة نفسية الأبناء و بذل الجهد لفهمها و فهم الأسباب النفسية و غيرها .

ان أبناءنا هو انعكاس حقيقي لما نزرعه و ننميه في نفوسهم من الصغر و حينما يخطئ أحدهم فلا يجب علينا أن نتسرع بتوجيه التهم له و نشر

ما قام به في محيط الأسرة أو العائلة فنحن بذلك نعقد الأمور اكثر مما هي عليه .

ولذا أتوجه الي تلك السيدة صاحبة المشكلة بأن تجلس مع ابنها جلسة توجيه و نصح و ارشاد و توعيه و ان تشركه فيما تزمع القيام به و ان

توضح له لما كانت تجمع المال  و ان تحاول أن تشركه معها في حفظ المال و تمنحه الثقة و الأحترام  وان تحمله بعض من المسؤولية في

البيت و خارجه لعل  الله يحدث بعد ذلك يسرا .. و الله تعالي أعلي و أعلم