كتب : أحمد زيدان
أرسلت لنا السيدة نوال . ر . م تبلغ من العكر 60 عامًا رسالة تشكو فيه من جحود وعقوق ابنها الوحيد وعدم اهتمامه بها
وبعده الدائم عنها وعدم السؤال عليها لفترات طويلة على الرغم من قرب منزله من منزلها وتتسأل لماذا هذا الجحود من
الأبناء وتقول فى نهاية رسالتها أنها لا تريد سوى رؤيته والاطمئنان عليه بين الحين والأخر....
ومن خلال رسالتك أمي الحبيبة الغالية التي تألم قلبي بقرأتها .. أحب أن نضع نصب أعينا سؤال هام قد يفسر لنا الكثير عند
الأجابة عليه، هل أبنك يتصف بذلك الجحود منذ نعومة أظافره ، أما كان يغمرك بالحنان والخوف عليك وهذا التصرف جديد عليه
أمي الحبيبة لا أحاول أن أجد له الأعذار ولكن سؤالك لي عن حل وضعني أمام مسئولية أحاسب عليها أمام الله ، أبحثي عن
السبب الحقيقي لبعده عنك قد يكون يتألم كما تتألمين ولكن لا يتحدث ويظهر أمامك بأحسن صورة .
واتوجه إلى أبنك ناصحًا تودد إلى أمك قبل أن تبحث عنها في وجوه من حولك فلا تجدها فأنت الآن في نعمة تجد من تدعو لك في حضورك وفي غيابك من تتألم لألمك من تضحي من أجلك حبًا لك
الأم هي الحياة والهواء والماء لا تعرف قيمتها إلا عند حرمانك منها فأنتهز الفرصة وتزود من وجودك معها ، الأم هي أعظم أمراءة في الدنيا بالنسبة لأبنها افتح قلبك لها وتسامح حتى ولو أخطأت في حقك .
عامل الدنيا كلها بأسلوب والأم بأسلوب أخر ، ستظل على مدى عمرك عاشقًا تفاصيل وجهها وسيظل صوتها هو واحة الأمان لك يتردد بداخلك.
وتصبح مقتنيتها هي الذكرى التي تعيش بسلوها يابني أمك هي الخير وقلبها لا ينضب من الحب والعطاء راقب بسمتها وتحسس ما يسعدها فأن دفئ مشاعرها وصدقها يكفي ليدفئ قلبك في سنين الشقاء.
اجعل منزلها كعبة تحج إليها ومسجدًا تؤدي فيه صلاتك وفراشها صومة تهرب فيها من زيف الدنيا قبل أن يصبح خاويًا على عروشه وكأنه كهف لم يمسسه الدفء يومًا.