بقلم : أحمد زيدان
وصلتني أمس رسالة غريبة جدًا من السيدة م. م .ع تطلب فيها تهنئتها لحصولها أخيرًا على الطلاق وانفصالها عن زوجها
في البداية نقول لحضرتك مبارك لك الطلاق .. ولكن هل من الممكن أن نفكر قليلًا في أولادك .. هل هم في حضانتك ووالدهم هيرسل لهم نفقاتهم من خلال حكم المحكمة بالنفقة ؟
هل النفقة كافية لتحيي مع أولادك حياة كريمة ؟
وماذا عن الحلول المتاحة لديك لزيادة مواردك المادية ؟
الرد المنتظر منك هو إنك تخرجي للعمل إذا كنتي غير عاملة ، ولكن بمرور الوقت قد تشعرين بالتعب والإرهاق لكثرة المسئوليات التي كان يجب أن يتحملها الزوجان معًا واستأثرتي بهن لنفسك .
وبعد فترة من الوقت تتحدد حسب طاقتك على التحمل سوف تلجئين إلى اختيار حل يناسبك من إثنين ، وهما أن تتزوجي مرة أخرى ويدخل رجل غريب على أولادك وخاصة إذا كانوا بنات ، مع العلم إن نادرًا ما نجد من يربي أولاد الآخرين .
أو تكملين باقي عمرك بمفردك لعدم وجود الإنسان الأمين على أولادك.
وتسألين نفسك لماذا حدث الطلاق ؟ وهل كان هناك بدائل لحل المشكلات التي كانت بيني وبين طليقي قبل الطلاق؟
أين ما كنت أسمعه من الآخرين بأن بعد الطلاق تزيد فرص الزواج من شخص آخر أفضل من طليقي؟
ليس ما سبق هو كل المشكلة ، ولكن فكري معي الوحدة سوف تمتد بك إلى الأصحاب والأهل
نعم .. صحبتك سوف تخاف على زوجها منك وثم تبعد واحدة تلو الأخرى عنك .. أخواتك لديهم حياتهم وبيوتهم ، وأبوك وأمك كل سنة يتقدم بهما العمر ويرحلان تاركين الوحدة أنيس لك.
تتقيدين بقيود المطلقة فلا تستطيعين الاستمتاع بأى شيئ خوفًا من كلام الناس .
ثم تجدي نفسك في وقت تلومين نفسك على الاستعجال في الحصول على الطلاق وتقولين لنفسك كان ممكنًا أن أتحمل وأصبر .
وأخيرًا تعالي أقولك وشوشة في ودانك لوجه الله
الطلاق يابنتي خراب بيوت .. الطلاق هو مجموعة من الأزمات المادية والنفسية والاجتماعية لك ولأبنائك وبناتك وزوجك وأبيك وأمك ، حافظي يابنتي على زوجك وأولادك وأهلك .. لا تخرجي من بيتك لأنه مملكتك ، ولو كان لا بد من الطلاق فيكون كما قال الله تعالى طلاق بإحسان ، والإحسان أيضًا بعد الطلاق فلا تتحدثين عنه بسوء ولا يتحدث عنك بسوء.
الزواج هو مودة ورحمة وسكينة وليس حربًا بين طرفي أحدهما مهزوم والأخر منتصرًا...تذكروا يومًا ترجعون فيه إلى الله تحاسبوا فيه على أعمالكم .. فكلنا يرجو رحمة الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.