كتب :
أحمد زيدان
مرفت حمدي
وصلت لبريد القراء رسالة من الفتاة ح.ع.س تقول إنها من أسرة فقيرة تعيش فى قرية بسيطة والدها مزارع ووالدتها كانت
ربة منزل توفيت الأم أثر مرض السرطان وكانت تقاسي طوال عمرها من سؤ معاملة زوجها وضربه لها أمام أطفالها وبعد
وفاتها بأربعين يوم تزوج الأب من أخت زوجت عمها .
وتقول الفتاة في رسالتها إنها أكبر أخواتها ويصغرها بنت وولدين وكانت وصية أمها الأخيرة لها أن تراعي أخواتها ، ولكن
الفتاة تصف مشاعرها بعدم القدرة على البقاء في البيت الذي رحلت عنه الأم وجاءت إليه عروس في ثياب وأثاث جديد.
وعندما ترى أباها يحسن معاملة زوجته تبكي ليلًا طويلًا لأنها تتذكر ما كان يفعله من سوء معاملة الأم.
وتقدم للفتاة عريس يراه الأب مناسبًا وعلى الرغم أنها تحتاج للهروب من إحساس الألم الذي يعتصر قلبها داخل المنزل
بالزواج إلا أنها تتذكر وصية أمها وتخشى أن لا تستطيع الوفاء بها إذا تزوجت.
ابنتي العزيزة أشعر بما تعانيه من الألم لفراق الأم، وخاصة أنك تحملين مسئولية أخواتك ،قد يكون الأب تسرع بالزواج من
أخرى ولم يراع أنكم ما زلتم في حالة الحزن على فراق الأم ، ولكنه يحبكم في كل الأحوال فأنتم جزء منه .
ابنتي لماذا لم تفكري بأسلوب آخر وهو أنكم تحتاجون لمن يعد لكم الأكل والملابس والخبز ويساعد في تربية الدجاج وغير ذلك من مظاهر حياتكم الريفية.
أعلمي يابنيتي بأن والدك عندما فكر بالزواج من أخرى كان يريد لكم حياة مستقرة ، وقد يحسن الأب معاملة زوجته لأنها ليست ملزمة بتحمل أعباء صغار مثلكم وأنتم ليس أبنائها.
أتذكر أنك لم تكتبي عن سؤ معاملتها لكم وهذا دليل على أنها لم تكون بزوجة الأب السيئة ، أبنتي العمر يسرع بنا فلا توقفي حياتك خوفًًا من عدم قدرتك على الوفاء بالوصية .
فكري قليلاً كان بإمكان والدك الزواج بأخرى ووالدتك على فراش المرض ولكنه لم يفعل ولو فعل ما كان هناك من يعاتبه
وإذا تقدم لك هذا الشاب في تلك الظروف فإن والدتك كانت أول من تحثك علي الموافقة والزواج.
إذا توسمتي فى هذا العريس خيرا ودينًا وخلقًا فوافقي وأتمي فرحتك فإن إحساس الأخوة لا ينتهي بانفصالك عن البيت وسوف تمر الأيام سريعًا ويشق أخواتك طريقهم في الحياة .