كتبت / رحاب الغزاوي
سمعنا كثيرا عن ثورة المعلومات وقد اهتمت الحكومات بإنشاء مراكز للمعلومات
وهذا دليل لنا على أن امتلاك المعلومات تعتبر امتلاك لموارد لا يستهان بها ولكن تكمن
تحقيق الثروة الحقيقية في كيفية الاستفادة من تلك المعلومات .
فما هي العلاقة بين المعلومات ومستوى التفكير لديك ؟
أن عقل الإنسان يستلم العديد من المعلومات ويقوم بإجراء عمليات عقلية على هذه المعلومات وتخرج مخرجات لهذه العمليات العقلية يستطيع الإنسان أن يستفيد منها فى حياته.
وقد استطاع الإنسان أن يصنع جهاز الكمبيوتر كنموذج مصغر من العقل البشري ولكنه لا يمتلك كل القدرات التي خلقها الله فى عقل الإنسان وما زال العقل البشري لديه الكثير من القدرات التي لم نكتشفها بعد .
يتعامل جهاز الكمبيوتر بناء على السيستم الذي تم تغذيته به للتعامل مع المعلومات ولكن مخرجات هذه العمليات تفتقد الشعور والتحول سلوكيات
ويختلف العقل البشري ويتميز عن جهاز الكمبيوتر بأن الله سبحانه وتعالى حباه بالكثير من العمليات العقلية المتطورة اللامحدودة والمتجددة باستمرار ولكن جهاز الكمبيوتر لا يطور من السيستم المبرمج عليه .
يناقش العقل البشري المعلومات الواردة له ويقارن بينها وبين المعلومات السابقة التى حصل عليها فيما مضى ويقوم بالتحليل والاستنتاج وغيرها من العمليات العقلية ثم يقرر أن يقبل المعلومة ام يرفضها
هل يؤثر تعدد مصادر المعلومات على مستوى التفكير لديك ؟
في الواقع تعددت مصادر الحصول على المعلومات بعد انتشار الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي فأصبحنا نحصل على معلومات كثيرة وسريعة ومختلفة فى مجالات متنوعة فى فترة زمنية قصيرة سواء سعينا إلى الحصول عليها ام لم نسعى .
بعكس بعض الأزمنة السابقة التي كان الإنسان يبذل مجهود كبير فى الحصول على معلومة وكان احيانا ينتقل من بلد لبلد سعيا وراء المعرفة ، ولكن كان هناك وقت طويل لتحليل المعلومة والتأمل فيها والاستفادة منها.
والسؤال هنا الذي يطرح نفسه ما هي مستويات التفكير لدى الإنسان وهل تؤثر نوع المعلومة فى مستوى التفكير لديك ؟
هناك ثلاث مستويات للتفكير لدى الإنسان وهي كما يلي:
المستوى الأول : مستوى التفكير اللاوعي
هو ذلك المستوى من التفكير الذي يساعد اجسادنا على القيام بالنشاط اليومي بدون تفكير مثل حركات هضم الطعام والتنفس وغيرها
المستوى الثاني : مستوى التفكير الواعي
هو ذلك المستوى الذي يقوم فيه العقل بالتعامل مع المعلومات الواردة إليه من خلال العمليات العقلية المختلفة من تحليل ونقد واستنتاج وابداع وغيرها ثم يقوم بقبولها أو رفضها
وبعد قبولها يحولها تلقائيا للتخزين فى مخزن التفكير اللاوعي ، ولذلك فإن هذا المستوى من التفكير يستخدم بفعاليه عندما نريد تبني سلوكيات إيجابية وتغيير السلوكيات السلبية.
المستوى الثالث : هو مستوى التفكير العالي
ويتغذى هذا المستوى من التفكير على المخزون من المعتقدات والأراء في مستوى التفكير اللاوعي ، ويتفاعل مع الأحداث من حولنا فيجذب للإنسان الخير أو الشر وهو ما يعرف بقانون الجذب.
وهو ما ذكره الله سبحانه وتعالى فى القرٱن الكريم
انا عند ظن عبدي بي فيظن بي ما يشاء
فنحن لا نحاسب على الأفكار ولا نحاسب على المشاعر ولكن نحاسب عندما نترجم تلك المشاعر والأفكار إلى سلوكيات وأقوال .
فكيف نرتب أفكارنا ونستفيد منها ؟
أننا بحاجة إلى ترتيب الأفكار بأساليب صحيحة تساعدنا على تهذيب العقل والمشاعر بما يتناسب مع القيام بسلوكيات واستخدام تعبيرات لفظية إيجابية وأبناءه
وهناك العديد من الأساليب التى تساعدنا على ترتيب أفكارنا منها على سبيل المثال :
- أسلوب التفكير العلمي
ويتم التفكير وفقا لهذا الأسلوب عن طريق اتباع خطوات محددة وهي تحديد المشكلة
وصياغتها بدقة وجمع المعلومات الكافية عن المشكلة وتحديد أسباب المشكلة وفرض
الفروض واختبار صحة هذه الفروض ووضع خطة علاج تتضمن العديد من
الاستراتيجيات البديلة
- أسلوب النظم فى التفكير
ويتضمن عناصر أساسية وهي المدخلات والعمليات العقلية والمخرجات والتغذية الراجعة ويتم وفق هذا الأسلوب الربط بين أجزاء مختلفة من المدخلات فى علاقات تبادلية وتوفيقية من خلال استخدام العمليات العقلية المختلفة ويتم تغيير المخرجات عندما يحدث أي تعديل في المعلومات المدخلة
- أسلوب التفكير المجمع
وهذا الأسلوب يعتمد على المعلومات الدقيقة والموضوعية والكافية والصحية من مصادر أساسية موثوق بها فى أكثر من مجال لاتخاذ قرارات كبرى مصيرية
مثال اتخاذ قرار الطلاق
يتم تجميع معلومات دينية عن الطلاق ومعلومات قانونية ومعلومات نفسية واجتماعية للتعامل مع القرار بعد اتخاذه ومعلومات تربوية للتعامل مع الأطفال وهكذا
وفى النهاية يمكن أن تختلف أساليب التفكير ومستوياته ولكن المهم هو تقوى الله عند اتخاذ القرارات فهذا سوف يكون علاج للكثير من المشاكل التي تواجهها.