كتبت : مرفت حمدي
في المقال السابق تحدثنا عن الشائعات في مجال الحرب ومجال الصناعة والاقتصاد.
وفي هذا المقال سوف نناقش أساليب نشر الشائعات فى أى مجال ، قد تتعلق يشخص معين أو مجموعة من أشخاص ، و ذلك
لاستبعادهم أو ربما الحذر الشديد منهم أو حتى دفع الاتاوة له مجرد ظهور ومقابلة أحد الافراد ، و ذلك يحدث عندما تنسج
اشاعة تتعلق بأحد رجال العصابات مثلا – و من السهل أحيانا معرفة أهداف أى اشاعة و قد يصعب أحيانا أخرى على البعض
تمييز ذلك.
-أما عن أساليب نشر الشائعات فهى متعددة والمهم اختيار الظروف المناسبة لنشرها و من الملاحظ أن الشائعة تكون أكثر انتشارًا
فى الظروف التالية:
- فى أوقات الحروب و الأزمات
- خلال فترة التغيير السياسى حيث يتسم الموقف العام بالنسبة للناس بالترقب و التقاط الأخبار و سرعة انتقالها للوقوف على ما
حدث أو ما سيحدث
- كما تنتشر الاشاعة بسرعة كبيرة فى الوقت الذى يصعب فيه الحصول على المعلومات من مصادرها الرئيسية
- كما تنتشر الاشاعة عند حدوث موقف أو جريمة بسيطة فى مظهرها فتستغلها الدعاية للهجوم و اظهار أن تلك الجريمة تأخذ
صورة ظاهرة موجودة و متكررة بين أفراد ذلك الشعب و بالتالى فهم أقل من أن يوثق فيهم.
و أساليب نشر الاشاعة كثيرة و متعددة و منها :-
- التليفزيون و الإذاعة المعادية أو تلك التي تنشأ من أجل أن توهم المواطنين بأنها الصوت الحر أو اذاعة الوطنيين ظاهرها أن ابناء
الشعب هم الذين يديرونها ، و الحقيقة أنهم قد يكون لهم أغراض أخري منها زعزعة الأمن أو حشد الرأي العام نحو ما يخدم
مصالحهم ويستضيفون بعض الشخصيات للتحدث بلسان ذلك الشعب فقط أما عن بقية المسئولين بتلك المحطات الاذاعية فهم من
الأعداء أو ممن يجندهم العدوو حديثا توجد أساليب جديدة تستخدم مواقع شبكة النت و أساليب التواصل الأخرى لبث و تداول
الشائعات.
- الأفلام و الصور : و يحاول البعض أن ينشر الكثيرمن البلبلة و يستخدم الأفلام و الصور التى يدعى انها حقيقة و نحن نعلم كيف
يمكن لمخرج العمل بعمل حيل سينمائية لاظهار البطل يقفز من فوق جبل أو عمل منظر لم يحدث فى الحقيقة باستخدام الفوتوشوب
وغيرها من البرامج.
- الجرائد و المجلات و القصص : و هى وسائل واسعة الانتشار و لا يستهان بتأثيرها ، ولكن ينبغي تحري الدقة والتأكد من مصدر الخبر.
- و قد يستخدم العدو أحد الشعوب الصديقة لذلك الشعب المراد شن الحرب النفسية عليه و استغلال بعض الظروف المهيأة لانتشار
الاشاعة لدى ذلك الشعب ثم يقوم ذلك الأخير بنقل الاشاعة و لا شك انتقال الاشاعة بواسطة صديق لها تأثيرها البعيد فى النفس و
أقرب الى التصديق.
- النكته و الفكاهه : و هى أسلوب يسهل نشر الاشاعة و حملها لأن ظاهرها الابتسامه و باطنها السم و كلنا يذكر كيف انتشرت
النكته فى خلال و بعد الحرب سنة 1976 و كيف انتشرت لاضعاف الثقة بالنفس و بالجيش.
الصفات النفسية للأفراد الذين يحملون الشائعات و ينقلونها :-
لقد أظهرت بعض الدراسات التى أهتمت بمعرفة الصفات النفسية لهؤلاء الأفراد الذين يحملون الشائعات و ينقلونها بأنهم أولئك
الأفراد الذين يشعرون بالاضطهاد و الذين يشعرون بأنهم لا يحصلون على حقوقهم كاملة خاصة و أن الشعور بالاضطهاد قد يؤدى
ببعض الأفراد الى أن يسلكوا سلوكا عدائيًا تجاه المجتمع.
و قد يتسم بعض من يحملون الشائعة بالشعور بالنقص و عدم الكفاءة كما يشعرون بعدم الانتماء والشعور بالكبت و هم أميل الى
القلق و التوتر و أقل قدرة على تحمل المسئولية و أقل قدرة على التكيف الاجتماعى و الشعور بعدم الثقة فى علاقاتهم مع الأخرين
و الخوف من المستقبل و ربما يكون حمل الشائعة اوثقلها فيه نوع من الدفاع ضد تلك المشاعر –و قد يشعرون بنوع من الراحة
أو التقدير فى أنهم المصدر الأول لبعض الأفكار أو الأخبار الجديدة و قد يكونوا أقل وعيا بمدى خطر تلك الأفكار الهدامه و التى قد
تنعكس عليه و أسرته فيما بعد.
مقاومة الشائعة :
- التعليم و الثقافة يقلل من تصديق الاشاعة و انتشارها بسبب فهم الناس لأهدافها
- يمكن مقاومة الشائعات التى ينشرها العدو بزيادة وعى المواطنين بالأساليب التى قد يلجأ اليها العدو لنشر أكاذيبه
- كما يمكن التغلب على الشائعات بكشف الحقائق واعطاء التحليل الكافى لكل موقف مع مراعاة جوانب الأمن و استفادة العدو من بعض
الحقائق التى تنشر
- تقوية الصلة بين أفراد الجماعة و تغذية الرأى العام بخطة العمل أولا بأول مع اتاحة الفرصة للنقض و ضمان الموضوعية فيهب السماح
بالنقض البناء و أيضا فان وضع الثقة فى القائد و مجلس القيادة يقلل من تصديق الاشاعة و لقد ازداد اهتمام بعض الدول بموضوع الاشاعة
فانشأت مراكز لمتابعة الاشاعة و مروجيها و ذلك للمساعدة فى مقاومتها.
- يمكن مقاومة الاشاعة بالوعى الدينى أيضا حيث أن الايمان الدينى يقوى عزيمة الأفراد و يوحد صفوفهم تجاه الهدف المشترك بل ان ترديد
بعض الشعارات المقدسة يساعد على عدم التأثر بالشائعات التى ينشرها العدو.
- انشاء أجهزة متخصصة لتتبع الشائعات و دراستها و تفنيدها و تحليلها ومواجهتها.
- مواجهة الشائعة باشائعة مضادة
- المبادأة باشغال العدو باشائعات مخطط لها، و مدبرة مسبقًا و ليس الانتظار حتى تصلنا شائعات العدو ، و ننشغل بالرد و توضيح الموقف
- قد يقتضى الرد على اشاعة معينة و دحضها القيام بالتمويه على العدو ثم القيام بعمليات عسكرية معينة
1- يمكن مواجهة الشائعات بمتابعة مروجيها و العمل على اقناعهم بالامتناع عن ذلك و تعديل سلوكهم الى السلوك السوى
ونذكر شعار ( الله أكبر ) و كيف أنه وحد صفوف جنودنا فى معركة اكتوبر 1973 و فى مجال التعامل المدنى ففى القرأن الكريم تلك الأية التى
تأمرنا بعدم تصديق أى أنباء حتى نتأكد و نتبين صدقها من كذبها.
قال تعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ «الآية 6 من سورة الحجرات.