كتبت : مرفت حمدي
ما هى الشائعات؟ ، وما أسبابها ؟ ، وهل انتشارها فى المجتمع سلبي أم إيجابي ؟ هذا ما سوف نجيب عليه من خلال هذا المقال .
تعتبر الإشاعات فكرة أو وجهة نظر تحتمل الصدق الجزئى أو الكذب كلية يحاول طرف معادى ترويجها بين صفوف العدو و ذلك لأهداف
و أغراض خاصة أهمها محاولة فرض إرادة فرد أو جماعة أخرى و قد تستخدم الإشاعة فى المجال الحربى ، و ذلك بنشر أكاذيب معينة
أو تضخيم أحداث أو وقائع بسيطة لزعزعة الثقة بين صفوف الجنود.
و قد توجه تلك الدعاية أو الشائعات نحو الجهة الداخلية ، والتى تعتبر خط الدفاع الثانى بعد القوات المسلحة النظامية و أيضا فالجبهة
الداخلية تؤثر تأثيرا كبيرا على نفسية الجنود فى ميدان القتال و يلجأ العدو لأسلوب نشر الشائعات.
- عندما يعلم العدو مدى تأثيرالشائعات على خفض الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة و بالتالى التأثير على كفائتهم القتالية .
- نشرالشائعات يقلل من تعاون الأفراد و الجماعات داخل القوات المسلحة و بالتالى ينخفض مستوى الاداء
- نشر الشائعات يقلل الثقة فى وسائل الاعلام المختلفة وأيضا مصادر المعلومات و التى تهدف الى مقاومة الشائعات و بالتالى نجاح
العدو فى خطته و اضعاف جبهات القتال .
- نشرالشائعات يقلل من ثقة الجنود للقادة و بالتالى لاتنفذ الأوامر القتالية و هذا يساعد العدو و بأقل جهد ممكن فى هزيمة الجيش المعادى
- و قد تستهدف الشائعات زعزعة ايمان الجنود بالعقيدة أو المبادئ التى يناضلون من أجلها و بالتالى يكون للعدو الغلبة دون حرب أو مواجهة .
- و قد تواجه الاشاعات المغرضة نحو الدول الصديقة أو تلك التى تساعد دولة معينة لتسحب معوناتها أو تمنع تقديم الأسلحة للدولة
التى توجه نحوها الاشاعة لعزلها ، و قد توجه الاشاعة نحو دولة معينة لكسب تأييدها الأدبى فى المحافل الدولية .
- قد يوجه العدو إشاعة معينة كى يسارع الطرف الأخر بالرد عليها و الإدلاء بمعلومات عنها ربما تفيد العدو فيما بعد .
- أيضا قد يوجه العدو إشاعة معينة و يكون هدفه ابعاد الشبهة عن نواياه فيختلق إشاعة بأن قواته نزلت فى منطقة معينة بالفعل كى
تقوم قوات الطرف المضاد بتكثيف قواتها فى تلك المنطقة و تخفيف تواجدها فى منطقة أخرى قد تكون هى هدف العدو و هو يريد
تشتيت القوات
و تنتشرالإشاعة أيضا لأسباب اقتصادية فالهدف الكسب المادى وتسويق سلعة أو إيقاف أنتاج العدو من مادة أو مواد معينة منافسة
- كما تنتشر الإشاعات أيضا يهدف الانتقام من شخص أو أشخاص قديكون لهم دور فى التأثير على الأخرين و بالتالى يكون المجال
مفتوحا للمغرضين .
أما الشائعات فى المجال التجارى و الصناعى أو بمعنى أخر فى مجال نشر أو تسويق سلعة معينة فلا تختلف كثيرا عنها فى المجال
الحربى و الاختلاف يكون فى مجال الاجراءات فقط و قد يكون من أهداف العدو زعزعة ثقة الشعب فى صناغات محلية أو لمنعه من
اتخاذ قرار سياسى معين بانشاء صناعات محلية و يكون هدف دول معينة أن تستمر أسواقها مفتوحة لتمويل تلك الدول النامية بالسلع
المختلفة التى تدر دخلا كبيرا على دول أخرى يهمها أن تستمر الدولة الأولى متخلفة و سوقا لتوزيع المنتجات.
و قد تلجأ بعض الدول الى اغراق بعض الأسواق فى دول أخرى بسلع قليلة التكلفة بغية اثناء تلك الأخيرة عن عزمها فى اقامة صناعات
وطنية تسد حاجتها فى بعض السلع الاساسية أو الضرورية و بالتالى يشعر أفراد الشعب و المسئولون أن المستورد أرخص و بالتالى لا
يتخذ القرار السياسى الخاص بانشاء مصانع لتلك أو حتى ليعزف المستثمرون عن تمويل تلك الصناعة لوجود أخرى مستوردة أرخص
و قد يحدث ذلك و لا تقام تلك الصناعات المحلية و يزداد اعتماد أفراد المجتمع على تلك السلع الأجنبية و بعد فترة يبدأ احتكار السوق و
ترتفع الأسعار الى درجة كبيرة و بذلك تحقق الشائعات أهدافها.
و مثلما تكون الاشاعة موجهة نحو السلعة الصناعية قد توجه نحو العامل و دقته أو القائد و كفاءته فى الادارة و قد تمتد الاشاعة
لتشمل نزاهة مجموعة القيادة فى أى مكان أو أكثر من مكان و موقع للعمل و قد تتكاتف اكثر من جهة فى القاء الضوء على حادث
صغير و تسليط الضوء و توضيح المسألة على انها مشكلة قومية و تكون الاشاعة لاحلال عمال أو مديرين أجانب محل أبناء البلد فى
أدارة بعض الصناعات الاستراتيجية لتحويلها عن انتاج معين أو لزيادة ضمان تدفق مواد معينة الى تلك الدول و ربما لأهداف أخرى قد
تكون بعيدة عن الأهداف الواضحة للناس فى تلك البلد – و لقد تطورت أساليب الحروب من حرب فى الميدان ( ميدان القتال ) الى
حروب اقتصادبة أو غزو اقتصادى أو صناعى أو غزو بالقوى البشرية المدربة أو غزو فكرى و عقائدى بغية فرض الادارة فى النهاية
و لتحقيق الكثير من مكاسب التفوق و السيطرة
- ولا تقتصر الاشاعات فى المجال الحربى أو مجال التسويق فقط فمجالات الاشاعة كثيرة و فى ميادين كثيرة
........ تابع الجزء الثاني