كتب : أيمن عبد العظيم
تعتبر ذكريات حرب أكتوبر عام 1973 ذكريات ودروس وعبر نستفيد منها فى الحياة المدنية والعسكرية
ونحدث عنها أولادنا لنغرس الوطنية وحب الوطن فى نفوسهم إلى جانب الكثير من القيم مثل التضحية وغيرها
وتشرفت جريدة أخبار القناة وسيناء بلقاء الدكتور عادل عبد الشكور الاستاذ المتفرغ بكلية العلوم جامعة السويس
وبدأ دكتور عادل عبد الشكور حديثة بالفترة التاريخية التي مرت بها البلاد بعد حرب 1967 والاستعداد للنصر والحرب
وشملت هذه الفترة مجموعة من البطولات التي لا حصر لها وهي ما تسمى بحرب الاستنزاف .
وفي مدينة الإسماعيلية يوجد أكبر معسكرات الجيش في مصر وهو الجيش الثاني الميداني في القوة والعدد ويشمل نطاق هذا
المعسكر خمس محافظات فى الإسماعيلية ودمياط والمنصورة وبورسعيد والسويس .
وكان هناك ثلاث فرق مشاة قامت بالعبور يوم السادس من أكتوبر من الإسماعيلية وهي الفرقة 16 التي كان قائدها العميد أركان حرب
عبد رب النبي حافظ حرب وقد كان قائد الفرقة وقائد العبور لقناة السويس، والفرقة الثانية مشاة التي كان قائدها العميد أركان حرب حسن
أبو سعدة والفرقة 18 التي كان قائدها العميد أركان حرب فؤاد عزيز غالي.
الفرقة الثانية كان لها أمجاد في شرق القناة واحتلت تبة الشجرة ، وكان لها الفضل في أسر أكبر قائد إسرائيلي هو العقيد عساف
راجوري قائد كتيبة دبابات في مجموعة عمليات مدرعة وكان ذلك فى منطقة الفردان وكان السبب في أسره مجموعة من الجنود
على رأسهم العميد يسري عمارة.
الفرقة 18 مشاة كان لها أمجاد كثيرة فى حرب أكتوبر 1973 وكانت منوطة بتطهير وتحرير القنطرة شرق وقامت بالفعل بتحريرها
يوم 8 أكتوبر بعد معركة كبيرة جدا .
وكان هناك الكثير من الأسلحة الأخرى التي تعاونت مع سلاح المشاة فى الحرب منها الدفاع الجوي الذي شل حركة إسرائيل في بداية
الحرب وغطى سماء سيناء ومهد الطريق للأسلحة الأخرى للأنتصار في الحرب.
وفي يوم 16 أكتوبر تمكن العدو من العبور غرب القناة في منطقة الدفيسوار بجانب أبو سلطان وكان البلاغ بوجود 7 دبابات فقط
من دبابات العدو عبرت من الشرق إلى الغرب ، وتعتبر مدينة أبو سلطان هي الفاصل بين الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث
الميداني .
وتم أكتشاف الثغرة بوجود طائرة أمريكية ترتفع على مسافة 30 ألف قدم وكانت الأسلحة في مصر في ذلك الوقت لا تستطيع تحطيم
الطائرة على هذا الارتفاع ، قامت هذه الطائرة بتصوير كل المنطقة وأعطاء هذه الصور إلى العدو الإسرائيلي في ذلك الوقت .
وبناء عليه قامت فرقة شارون بالعبور غرب القناة ثم عبرت مجموعتان من المدرعات وكان هدف شارون هو احتلال الإسماعيلية
وسقوط الجيش الثاني الميداني .
وتنبهت القيادة المصرية لهذه الثغرة وأرسل الجيش قوات صاعقة حربت يوم 16 و17و 18 بالإضافة إلى لواء مدرعات ورغم
استبسال هذه القوات إلا أنها لم تستطع رد العدو الإسرائيلي .
وبدأ العدو الإسرائيلي يزحف من منطقة الدفسوار شمالًا إلى الإسماعيلية إلى أن وصل إلى سرابيوم وقابله لواء مظلات من ثلاث
كتايب واسلحة طيران ومدرعات استطاعوا أن يحطموا الكثير من قوات العدو الإسرائيلي .
وكان إمدادات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل مستمرة وبصفة خاصة اللاسلكية وحاولت التشويش على الأجهزة المصرية وقامت القيادة
المصرية بضرب كوبري الدفسوار بسلاح المدفعية تحت قيادة العميد محمد عبد الحليم أبو غزالة وقد أغترق العدو سرابيوم وتقدم فى
اتجاهالاسماعيلية حتى وصل لمنطقة أبو عطوة.
وفي منطقة أبو عطوة كان هناك كتيبتان من الصاعقة تابعين لمجموعة 139 صاعقة والكتيبة 133 والكتيبة123 واحتلوا المناطق
الجنوبية فى أبو عطوة وقرية نفيشة واستطاعوا صد قوات العدو وتم ضرب الدبابات ومازالت الدبابات موجودة فى أبو عطوة إلى
الآن في متحف الدبابات.
وجاء القرار يوم 22 أكتوبر بوقف إطلاق النار وهنا قرر شارون بعد فشله في أحتلال مدينة الإسماعيلية في تعديل خطته والتوجه
نحو السويس ولكن كان هناك معركة مشرفة فى السويس تم من خلالها القضاء على جنود الاحتلال.