ismailia, Egypt

30.43°C
Clear Sky
SP_WEATHER_الأحد
21.72°C / 37.26°C
SP_WEATHER_الإثنين
21.19°C / 39.48°C
SP_WEATHER_الثلاثاء
21.03°C / 39.89°C
SP_WEATHER_الأربعاء
22.02°C / 39.02°C
SP_WEATHER_الخميس
22.47°C / 41.38°C
SP_WEATHER_الجمعة
22.56°C / 40.56°C

نادية (9)

نادية (9)

نادية(٩).

بقلم منال عبد الرازق 


لم تجيبه نادية وأكتفت بالنظر إليه فى وجل وحيرة ثم عادت أدراجها وأكملت المسير تتصنع اللامبالاة ولكن حسام قد أصابه الغضب الشديد وسارع خطواته وراءها ممسكاً ذراعها بعنف
حسام:إنت بتعملى كده ليه أنا بكلمك تردى عليا مش من الذوق إنك تسيبينى وتمشى وإيه موقفك الغريب ده هو مش إنت اللى إعترفتيلى بحبك ولا واحدة غيرك وبعد كده غيرتى أسلوبك فجأة ومن غير سبب وقولت ماشى وإلتمستلك العذر وقولت أكيد فيه حاجة أنا مش فاهمها،دلوقت أنا بطلب منك الجواز
بتسيبينى وتمشى ثم تنبه إلى تألمها من قسوة يده على ذراعها ومحاولتها الفرار منه فترك ذراعها فى عنف أشد ..
حسام:إمشى أنا اللى مش عايزك ولو كنت آخر واحدة فى الدنيا إنت شكلك واحدة بتتسلى وما بتقدريش مشاعر الناس ثم تركها وغادر الحفل.
لم تتمالك نفسها من البكاء بصوت عال مما فعلته بحسام ومن كلماته المهينة التى أسمعها إياها ونظرت حولها تراقب من رأى ما حدث وإختفت عن عيون الحاضرين حتى تتمالك نفسها.
بعد أن إنتهى الزفاف ودعت ليلى ومحمود وعادت مسرعة إلى غرفتها عاقدة العزم على قرار إتخذته ولن تتراجع فهى تحب حسام ولم تحب أبداً غيره فأمسكت هاتفها وجلست بين فراشها وهى تبكى كالطفلة تكتب رسالة له:أنا موافقة ولم تنتظر رده فهى تعلم مدى غضبه وأنه ربما لن يجيبها كما أنها لن تكرر تلك الإعترافات العشوائية ثانياً فهى لا تريد أن تسئ لأولادها ولا لنفسها أبداً وإن كان يريدها زوجة بالفعل فليفعل .
لم تذهب نادية لعملها لثلاثة أيام إنشغلت بهم مع ليلى ولم تتلقى بعد رسالة أو إتصالاً من حسام إلى أن جاءها رسالة منه فى اليوم الرابع:حددى الوقت والميعاد المناسب علشان آجى أتقدم.
نادية:إن شاء الله
إجتمعت نادية مع فضل ونغم على العشاء وبينما فضل يلقى الفكاهات ومداعبة نادية ونغم كعادته إستوقفته نادية قائلة:عندى موضوع عايزة أكلمكوا فيه
نغم تنتبه وفضل:خير
نادية دون تفكير حتى لا تتراجع:زميل ليا فى الشغل عرض عليا الزواج،معرفش لسه أى حاجة عن ظروفه وما أخدتش قرار ومش هفكر أصلاً فى الموافقة أو الرفض إلا بعد ما أشوف رأيكوا إنتوا.
أنهت الكلام بتعجل لإنها تشعر بالحرج الشديد من أن تطرح تلك الفكرة المفاجئة لأولادها ولكن فضل لم يدع لها بفطنته مجالاً لذلك ورفع عنها الحرج قائلاً:دى حياة حضرتك يا أمى والقرار مش لينا دى سعادتك وحضرتك عمرك ما قصرتى معانا بس المهم إن الإنسان ده يكون مناسب ويليق بيك قالها وهو لا يستطيع كتمان بعض الضيق البادى عليه كما نظرت له نغم فى دهشة وإعتراض على إستقلاليته بالرد وتسرعه ولمحت نادية ذلك فنظرت إليها قائلة:وإنت يا نغم؟
نغم:أنا إتفاجئت بس ،يعنى ماجاش على بالى إن حاجة زى كده تحصل ،أنا من يوم ما بابا مات وشايفة حضرتك أمنا إحنا وبس مفيش فى حياتك حد مهم غيرنا،بصراحة أنا مش عارفة إحساسى إيه ولا المفروض أقول إيه بس برضه سعادتك تهمنى لكن إنت أمى ،معرفش أنا متلخبطة.
نادية:طيب فيه مانع نقعد معاه كلنا وتتعرفوا عليه وبعدين نشوف اللى هيحصل.
فضل:حددى حضرتك الميعاد وإحنا معاك
نادية تبتسم بلطف وتنسحب لغرفتها.
كانت نادية بأكملها تندفع تجاه حسام بنهم ولديها رغبة جامحة فى تحطيم جميع القيود المحاطة بها وإنهاء جميع الرسميات واللقاءات المتحفظة والترقب وكل شئ...كانت تريد حسام فحسب،تشتاق أن تحيا معه كل أحلام اليقظة التى لا تفارقها ،أن تجد جسدها الصغير بين صدره الواسع يحتويها وكأنه بيت أجداد دافئ ،لم تكن تطيق الإنتظار فتناولت هاتفها ولكنها فى هذه المرة إتصلت به لرغبتها فى سماع صوته حتى تهدأ من أفكارها قليلاً.
حسام:السلام عليكم
نادية:عليكم السلام ورحمة الله وبركاته،أنا إتكلمت مع الولاد ويوم الجمعة الجاى تقدر تتفضل عندنا هنا فى البيت.
حسام بجدية لاحظتها نادية ولكن تجاوزتها لعلمها أنه ما زال هناك حاجزاً بينهما إستوعبه حسام ويتعامل معه:إن شاء الله الساعة كام؟
نادية:تمانية ونص كويس.
حسام :نتقايل يوم الجمعة يا نادية .
جلس حسام بين نغم وليلى وزوجها وفضل فى رجولة وجدية وسعادة واضحة على مظهره الأنيق فقد بدت الفرحة جلية على قسمات وجهه مختلطة بوقار جذاب ووسامة ملفته من اول وهلة حتى أن فضل ونغم وليلى إرتاحوا لحضوره ولأجواء جلسته الفضفاضة والرحبة وزالت الكلفة بينهم فى الدقائق الأولى حتى دخلت عليهم نادية بهدوئها وبساطتها وأنوثتها المعتادة ورحبت بحسام بلطف ورقة والكثير من التحفظ المفتعل فقد كانت تحدث قلبها أن يهدأ حتى لا يسمعه أحد
ظلت تراقب حسام فى إنبهار على التآلف السريع الذى خلقه مع أولادها حتى بدت الجلسة وكأنها لقاء عائلى أسبوعى فى يوم عطلة وكادت تطير من فرحة أولادها بوجوده بينهم وتسارعهم فى الحديث معه،بدا كأب لهم دون إفتعال .
هدأت نادية تماماً وسرى خدر مطمئن فى رأسها وروحها وألقت نظرة إمتنان هائلة لحسام فبادلها بنظرة تتحدث وكأن لسان حالها يقول(أنا عارف كل اللى كان قالقك ،إطمنى).
وبينما كان أولادها يتحدثون فيما بينهم وجه حسام لنادية كلامه قائلاً:أعتقد كدا ممكن نتعرف على بعض أنا وإنت بقى ولو حابة تكتبى الكتاب دلوقتى أنا معنديش مانع بس على الأقل تعرفى إنت هتتجوزى مين ولا هتتجوزينى علشان أنا إسمى حسام فتبسمت نادية بخجل وأومأت بالموافقة.
حسام:مافهمتش برضه هزة الراس دى يعنى إيه أتصل بيك ولا نحدد لقاء وأقابلك ونتكلم وفيه إحتمال طبعاً أتضرب بعد الكلمتين دول ولا ممكن تسيبينى وتمشى،الأولاد قاعدين ومش هيسيبوكى تضربينى خللى بالك
نادية تنظر لحسام بخجل وسعادة والإبتسامة والرضا لا يفارقانها:نتكلم فى التليفون بس مش بالليل متأخر ولاالصبح بدرى ،بص نتكلم والأولاد هنا
حسام:طيب لو عايز أقولك بحبك هتردى عليا إزاى ثم يضحك ويلفت نظر أولادها فتعتب عليه بنظرتها وتصمت.
تحدث معها حسام فى مكالمة هاتفية ولكنه طلب لقائها فرفضت ولكنه أصر على اللقاء مطمئناً لها أنهما لن يكونا بمفردهما وسيكون أولادها معهم ولكنه يريد التحدث إليها فوافقت.
حسام:هعدى عليكوا أخدكوا من تحت البيت وهنروح شارع البحر
الساعة تمانية كويس؟
نادية :كويس
حسام:أشوفك بالليل
تلقاهم حسام بترحاب وفرحة وإنطلق بهم بسيارته حتى وصلا للمكان الذى طالما جلست به نادية بمفردها هروباً من ضغوطات الحياة ولكنها لم تخبره بذلك وإكتفت بموافقة الأقدار لما يحدث بينهما والأحداث التى تظهر كم الإلتقاء الروحى بينهما.
بذلت نادية مجهوداً حتى توقف تلك الرغبة فى معانقة حسام والإعتراف له بمكنون صدرها والبكاء فى حضرة ذراعيه القويتان وتمنت فى تلك اللحظات لو كان العالم فارغاً إلا منهم وأن تعود لطفولتها تتجرع من حرية التعبير والإنطلاق دون قيود أو مسئوليات.
نادية وهى تجلس فى مقابلته على مائدة أمام البحر:مش هتحكيلى بقى عنك أنا تقريباً معرفش عنك حاجة وكل اللى أعرفه إنك أحن وأصدق راجل شوفته فى حياتى ده غير إنك جيبتلى أيس كريم وإعتدلت نادية فى جلستها لتجلس بخيلاء وتباهى وهى تضحك كالأطفال وده معناه إننا هنتفق وإحتمال أرضى عنك.
نظر إليها حسام فى إستنكار مضحك وهو يريد أن يطير بها بين ذراعيه فرحاً بما رآه منها من سعادة بريئة لم تستطيع مداراتها وهو يعتدل بدوره ويقلد جلستها ويقوم بحركة تمثيلية وكأنه يشعل سيجاراً:يا سلاااام طيب مش حاكيلك حاجة وهاتى الأيس كريم بتاعى وتناوله منها رغماً عنها وهى تصرخ :لأ الأيس كريم لأ إلا الأيس كريم وهو يأخذه منها بقوة ويتناول قطعة من موضع شفتيها ثم يعطيها إياها وهو يبتسم قائلاً:الناس اللى داخلة على طمع دى.
ضحكت نادية كثيراً وتذكرت كم كانت تستنكر تلك المواقف عندما تشاهدها فى المسلسلات والأفلام وكم كانت ترى أن هذه مواقف تمثيلية مفتعلة وآحاديث تافهة وها هى الآن تشعر أن تلك الكلمات البالغة العفوية والبراءة هى قصة حبها وأن منبعها هو ذلك الشعور الرائع بالأمان والرضا والسعادة.
يتبع....

جـــريدة القنــــاة وسينـــــاء 

جريدة متخصصة في أخبار سيناء ومدن القناة

يسعـــدنا تواصلكم معنا على الأرقام التــالية

01000000000- 01000000000

جميع المقالات تدل على رأي وتحت مسئولية كاتبيها ولا تقع أي مسئولية على الجريدة