عقد اللؤلؤ
بقلم احمد زيدان
منذ زمن غير بعيد اهدي احد الازواج زوجته حبتان من اللؤلؤ الأبيض كي تتزين بهما أمام الاهل و الجيران و الأصدقاء.
و لأن الزوجة من الماهرات في حسن التدبير و التصرف فقد استطاعت و علي مر الأيام ان تزيد تلك الحبات " حبات اللؤلؤ " ااي ان وصلت بها الي تسعة حبات ناصعة البياض تاخذ النظر من حسن مظهرها و جمالها .
وقد صنعت من تلك الحبات عقدا ثمين و غالى زينت به عنقها و أصبحت لا تظهر أو تذهب الي اي مناسبة الا و هي مرتدية هذا العقد .
و كانت دائما تهتم به . تلمعه و تنظفه و كان كل من يشاهده يعجب به و يزداد اعجابهم به يوما بعد يوم .
و في يوم من الايام انقطع العقد من حول عنقها و تبعثرت حباته على الأرض.
فجن جنون الزوجة و اخذت تسأل نفسها كيف حدث هذا . و تلوم نفسها و سريعا نزلت على الأرض و سارت تلملم في حباته واحدة تلو الاخري .
و استطاعت ان تجد حبات اللؤلؤ جميعها إلا واحدة لم تستطيع استعادتها .
حزنت كثيرا علي ضياع حبة اللؤلؤ و لكنها سرعان ما لملمت حزنها و كتمته و صنعت عقدا اخر و لكن هذه المرة بثمانية حبات من اللؤلؤ فقط .
و كعادتها اهتمت بالعقد و حافظت عليه عاما بعد عام كان يزداد بريقا و لمعانا و الناس من حولها يتعجبون منه و يعجبون به بل و يحسدونها علي نقاؤه و جماله .
و جاء يوم كسابقه و انفرط العقد و وقعت حبات اللؤلؤ و لكن هذه المرة لم تستطيع أن تلملمه أو تجمعه مرة اخري.
فضاعت حباته حبة حبة و لم يتبقى من حباته الا أربعة حبات من اللؤلؤ الأبيض الناصع البياض .. فأي من حبات اللؤلؤ سوف يفقد واي حبة هي التالية .