نادية(٥).
بقلم : منال عبد الرازق
ليلى:مفيش حكاية يا ماما ده طالب فى البكالريوس عندنا كنت واقفة مرة مع صحباتى وهو قريب واحدة منهم فوقف معانا وبعدها بكام يوم لقيته بينادى عليا وأنا طالعة من الكلية ولما بصيلته بضيق علشان بينادى عليا بإسمى كده عادى وقدام الناس كإننا أصحاب إتأسف ومشى وبعدها لقيت قريبته دى جاية تقوللى إنه عايز ياخد مننا ميعاد علشان يجيب أهله وييجوا يتقدمولى.
نادية :كده علطول من أول نظرة وإنت يا ست نغم إيه حكايتك إنت كمان؟
نغم:زيها
نادية:إيه كنت واقفة مع قريبته برضه؟
نغم:لأ
نادية:إنت هتنقطينى ما تقولى اللى حصل مرة واحدة.
نغم:يا ماما هقولك إيه بس زميلى فى الكلية ومعجب بأخلاقى وطلب منى ييجى يقابل أهلى وبس.
فضل:والله وهتبقى أم العروسة يا قمر.
نادية:إيه يابنى ده أنا لسه بسمع الحكاية لحقت تخلينى أم العروسة.
نظرت نادية لليلى ونغم وأدركت بفطرتها نظرات التوسل والرجاء فى عينيهما وإنتظارهما لردها فأشفقت عليهما وتنهدت بعمق وإبتسمت بصعوبة ورفق وقالت موجهة حديثها لهما:نشوفهم مش هنخسر حاجة بس لو ماعجبونيش مش هوافق وأخوكوا كمان رأيه فيهم أهم منى واللى هيقولوا هيمشى.
نغم وليلى فى نفس واحد:هيعجبوكى هيعجبوكى وفضل ينظر إليهما بوعيد على تسرعهما.
نادية:لأ واضح إن مفيش موضوع ولا حاجة وتنظر لفضل إياك إنت كمان توقف قرايب صحابك معاك ماهى شوطة وحلت علينا ثم تلجأ لغرفتها وتغلق الباب وتلقى بجسدها على فراشها وقد إقتحمت الأفكار رأسها إلى أن شعرت بالتعب ونامت.
فى الصباح تأنقت ببساطة كعادتها وألقت نظرة متفحصة على طلعتها وشعرت بالرضا مع شعور غامض بالسعادة وبالرغبة فى الإسراع لعملها وما زالت لا تستطيع طرد حسام من رأسها المثقل بالأفكار.
نادية:صباح الخير
سيد:يا صباح الفل أشرقت الأنوار يا ست نادية.
هند:صباح الفل
ونادية تجوب بناظريها فى باقى الغرفة تبحث عنه،أين هو؟
جلست وراء مكتبها تحاول أن تخفى نظرة التساؤل والإنتظار البادية عليها بوضوح وظلت حوالى الساعة تطرق فيها كل من بالمكان لأحاديث مختلفة وتبادلت معهم التساؤلات حول ما يخص عملها محاولة إستيعاب كل ما يتعلق بوظيفتها الجديدة ثم لملمت بعض الأوراق متجهة ناحية باب الغرفة للخروج وهى تقلب بينهم بحثاً عن إسم أحد العاملين بالشركة فأصطدمت به وهو يدخل فى نفس لحظة خروجها فرفعت راسها متألمة.
نادية:أنا أسفة كنت مركزة فى ال......ثم توقفت فجأة عن الكلام حينما وجدت وجهها فى مواجهة نظرة حسام الصامتة وحاولت جاهدة أن تتمالك نفسها من الخجل وتسيطر على قلبها من دقاته السريعة التى لو أنصت حسام جيداً لسمعها.
لم يتفوه حسام بكلمة واحدة وأكتفى بإبتسامة عذبة متعاطفة مع الإرتباك الواضح عليها ثم أومأ برأسه بجاذبية وكياسة حتى تسمح له بالدخول للغرفة فأوسعت له جانباً من الباب وهى على حالها من الصمت ثم أكملت ما كانت ذاهبة لفعله وهى تحدث نفسها فى الطريق:هو أنا إتجننت ولا إيه ،هو أنا لسه هحب،إيه!!!أحب!!!!!
مين جاب سيرة حب هو فيه إيه ،إيه الهبل واللخبطة اللى أنا فيها دى،إهدى وإعقلى ده بناتك على وش جواز،أيوه بس أنا عمرى ما حبيت ولا عيشت الإحساس ده ومن حقى أعيشه مش عيب.
تركت نادية رأسها تتحدث مع هذا الصراع وتجادله وأكملت مسيرتها لا ترى من حولها ولا تفارق صورته مخيلتها.
عادت لمكتبها تختبئ ورائه فى وجل ووداعة ورقة تأخذ بقلبها كلية وهى صامتة وكأنها تحولت لفتاة صغيرة تخطو خطواتها الأولى فى الحب وتظاهرت بالعمل ولم تنظر حولها ولكنها كانت ترى جميع نظراته الخاطفة وتستشعرها.
كم شعرت أنهاجميلة فى تلك اللحظات ،كانت كنعومة البحر فى لياليه الرومانسية بين عاشقين،تشعر بالذوبان وكأنها تستمع لموسيقى من عالم آخر وبها من الشوق والرجاء ما يفضح مشاعرها.
رفعت عينها تنظر لحسام فى ثبات وهو بين الحقيقة والخيال لتجد نظراته الثابتة موجهة إليها وكأنه لم يراها وهى تنظر له ولكن فى هذا اللقاء لم يشعرا بالحرج ولم يلتزما الصمت فقد دار حديث لا نهاية له فى نظراتهما.
أفاقت نادية على صوت هاتفها فأنتفضت مما أثار حرج حسام من متابعته لها بنظراته.
نادية:أيوه حبيبى إمتى؟
النهاردة لأ طبعاً مستحيل أنا مش عاملة حسابى،يوووووه يا فضل طيب خلاص إستنى شوية وأنا هفكر وأتصل بيك،قولت هفكر يا فضل ياللا سلام حبيبى وحسام يبدو عليه الإهتمام بما يحدث ولكنه على صمته البالغ اللباقة.
إنتبه سيد للحديث الطويل بين نادية وحسام فأبتسم فى رضا ومحبة ونظر لهند لتتابعهم فبادلته نفس الإبتسامة مع إيماءة حب وتمنى فقد كان كلا منهما على دراية بظروف نادية وحسام.
سيد:خير يا نادية فيه حاجة يا بنتى؟
نادية:خير يا أستاذ سيد إن شاء الله إدعيلى إنت بس وكل حاجة هتبقى كويسة.
سيد:حاضر يا بنتى ربنا يكتبلك الخير منين ما كنتى وييسر لك كل أمورك إن شاء الله وإحنا فى خدمتك يا بنتى وتحت أمرك لو عوزتى حاجة.
نادية:ما إستغناش ربنا ما يحرمنى منكوا يا رب.
يتبع....