ismailia, Egypt

36.04°C
Clear Sky
SP_WEATHER_الإثنين
22.29°C / 38.54°C
SP_WEATHER_الثلاثاء
21.26°C / 39.55°C
SP_WEATHER_الأربعاء
20.96°C / 39.42°C
SP_WEATHER_الخميس
21.7°C / 40.92°C
SP_WEATHER_الجمعة
23.02°C / 41.37°C
SP_WEATHER_السبت
22.47°C / 38.45°C
SP_WEATHER_الأحد
21.63°C / 38.45°C

نادية(٢)

نادية(٢)

نادية(٢)

بقلم منال عبد الرازق 


كانت تعترف بأن هذا الرجل قد تحمل من الكد والمشقة ما لم يتحمله الكثير من الرجال ولا تنكر ذلك عليه أبداً ومنذ سنوات عدة إتخذت ذلك القرار الذى هوت به بسياط على البقية من قلبها فى أن هذاالرجل يستحق الرعاية ولو من باب رد العرفان لصاحبه فقد كانت دوما تشعر بالغربة تجاهه ولم تستسلم أبداً لإنفاقه عليها وأن هذا إحدى حقوقها بل كانت على حالها دوماً أنها لابد وأن تستقل عنه مادياً يوماً ما.
عانت معه سنوات زواجهما من الإحباط والملل والقلق والكآبة والخوف والوحدة ولم يستطع أن يوقف صراعاتها وحروبها مع نفسها أبداً ولم يلتفت،تحاول طيلة الوقت أن تقنع نفسها أنها لابد وأن تتخلى عن فكرة الحب المجنونة تلك على ما يبدو وأن تترك عقلها له يغزوه بأفكاره الكاسدة الساكنة الضحلة لأنها لم ترى له يوماً إهتمامات،ثم تعود لثوراتها فتصرخ فى صمت وقهر ويأس.
تحولت حياتها فى عقدها الرابع لما يشبه الآلات التى تؤدى نفس الدور المنوط لها كلما قاموا بتشغيلها، تحاول جاهدة ولا مبرر عندها لذلك أن تحافظ على طلعتها الرقيقة وعلى بقايا جمالها وحرصها أن تبدو دوما فى أفضل صورة لها لعلها تلتقى يوماً بمن يرعى هذا الجمال الهادئ وذلك القلب المتعب أو لعله يترك هذا الجهاز الذى يتحكم فيه فى قنواته ويشعر أن لديه إمرأة متميزة وربما كانت رائعة،تسأل نفسها كلما نظرتإلى المرآة فتباغتها بعض الخطوط على بشرتها أو بعض الهالات السوداء.
ماذا لو إختفت بقايا أنوثتى ولم يبق لى منها إلا وجه عجوز وجسد أصابته الترهلات والوهن ولو يكن سؤالها كباقى السيدات خوفاً من بحث زوجها عن أخرى أو فقدان شغفه بها بل كان نابعاً من خوفها أن تفقد آخر فرصة لها فى التعلق بحياة ربما تجبرها عن كل تلك الكسور التى لحقت بها فهى تعلم أن زوجها لم يلتفت أبداً لا لجمال أو حتى قبح وأنه لا يختلف كثيراً عن شعره الأشعث ولحيته العشوائية وملابسه الرثة.
ألقت نظرة يائسة على أولادها وتنهدت ثم عاودت الكتابة على أنغام عمر خيرت وأنسحبت من العالم برمته....
توالت الأيام على وتيرة واحدة تمر بها اللحظات بثقل وإنتظار حتى إستيقظت ذات يوم على صوت هاتفها قبيل الفجر وهى فزعة.
نادية:ألو السلام عليكم
....:عليكم السلام ورحمة الله حضرتك زوجة الأستاذ أ أ أ ثوانى
الأستاذ عماد.
نادية:أيوه أنا مين حضرتك عماد ماله
....:أنا أسف والله بس زوج حضرتك عمل حادثة على طريق بورسعيد البقاء لله.
يتبع....

جـــريدة القنــــاة وسينـــــاء 

جريدة متخصصة في أخبار سيناء ومدن القناة

يسعـــدنا تواصلكم معنا على الأرقام التــالية

01000000000- 01000000000

جميع المقالات تدل على رأي وتحت مسئولية كاتبيها ولا تقع أي مسئولية على الجريدة