ismailia, Egypt

36.04°C
Clear Sky
SP_WEATHER_الثلاثاء
21.26°C / 39.55°C
SP_WEATHER_الأربعاء
20.96°C / 39.42°C
SP_WEATHER_الخميس
21.7°C / 40.92°C
SP_WEATHER_الجمعة
23.02°C / 41.37°C
SP_WEATHER_السبت
22.47°C / 38.45°C
SP_WEATHER_الأحد
21.63°C / 38.45°C

نادية ( الجزء الأول )

نادية ( الجزء الأول )

نادية(١)

بقلم .. منال عبد الرازق 


جلست نادية بين أفراد أسرتها شاردة الذهن تنظر إلى ملامح أولادها وتنتقل بين وجوههم فى صمت، تعبث الذكريات فى رأسها وتأتى بملامح الوجوه التى رحلت فتلمع عيناها بالدموع ثم تبتسم وما زال هناك شوق جارف وحنين لا عقار لمداواته سوى الإستسلام ،لا ترى على وجوه أولادها تلك الروح التى كانت تتمتع بها فى بيت أبويها ولا تتركها أبدا مشاعر التقصير فى حقهم.
منذ سنوات وهى تحاول الثبات والصمود من أجل الجميع وتدعو الله أن تكون سببا فى سعادة كل من يأمل منها ذلك ولا تعلم متى تتوقف هذه الأيام الثقال وعلى ماذا،تقفز فترات حياتها قفزات هائلة بين مشاعر مختلفة وتغيرات فى شخصيتها وما ترغب فيه ويسعدها وما تحلم به حتى تصاب بإرهاق صراعاتها المكتومة بين قلبها الراقد هناك وبين ضعف جسدها الصغير.
تارة تشعر بالرومانسية وتستحضر حبيبا أسطوريا طويلا قويا يلتقطها بعنفوان ولهفة على حصانه الأبيض إلى روضة بأزهار ربيعية ناعمة الألوان ومساحة زرقاء كالبحر ثم ينطلقان ركضاً حتى يحتضنهما بحرهما الخاص فيعبثان ويضحكان ويلعبان وحالهما كحال النعيم
وتارة أخرى يحل بها شعور أنثى أربعينية جميلة وناضجة تشبه أبطال رواية سباعية قديمة أو تمتزج بها الأنوثة والطفولة والشراسة كبطلة روايتها المفضلة(ذهب مع الريح).
فترات تسقط بين عالم الفتن والرغبات وحب الدنيا والتعلق بها وأخرى تجهش بالدموع من الخشية حتى يتملكها الإعياء فتستلقى بين فراشها فى وضع الجنين الخائف، تنتظر أن ينتهى هذا الصمت وأن تجد من يعانقها فتختبئ فيه وتصرخ وتتعالى تنهداتها وبكل ما أوتيت من خوف تجتمع بين صدره وهو يضاعف الحنان والإقتراب حتى تطمئن ،لا تتهاون مع الحب وتصارع حتى تتأصل معانيه بداخلها لا يشوبها ضباب ولا أتربة،تعشق حتى تذوب كحبات السكر فى فاكهة ربيعية رشيقة ثم تفيق على كسر وآلام مبرحة فتسير عارية القدمين فى الطريق الموحش ذاته وتحت المطر وترتجف باردة الأطراف ثم تحاول الإستئناس بصدى أنفاسها فتزداد رعباً وتتهالك من الإحتياج،تترك الواقع وتتجاوب مع الخيال ثم تحرك ذراعيها بلا وعى وكأنها تحاول اللحاق به أو معانقته،تستعطف الحاضر أن ينساها ويمحيها من صفحاته ويدعها ترحل مع الماضى،مليئة بالأسئلة وتنزف كل ليلة على ما تركه أبويها من حسرة لن تنتهى.
تثاقلت الكلمات وتعثرت على لسانها فى محاولة لإخراج أولادها من حالة الصمت تلك فأفتعلت حديثاً معهم لعلهم يتجاذبون أطرافه معها وتتبدل حالتهم المزاجية هذى والتى أصبحت من سماتهم الشخصية وسرعان ما أعربت عن المحاولة فهى أدرى الناس بهم وتعلم أن كلا منهم يحمل على عاتقه ما أصابه بأعمار مضاعفة لعمره،كانت فى شوق لتزاحمهم على الجلوس بجانبها وفوق قدميها وسماع أصوات ضحكاتهم وبكائهم وإختلافاتهم.
إستسلمت فى حزن فهى لم تكن أبدا سعيدة مع هذا الرجل الذى ينفرد بالأريكة وجمبع القنوات الإخبارية بمفرده ..ويبحث عن الطعام. يتبع .....

جـــريدة القنــــاة وسينـــــاء 

جريدة متخصصة في أخبار سيناء ومدن القناة

يسعـــدنا تواصلكم معنا على الأرقام التــالية

01000000000- 01000000000

جميع المقالات تدل على رأي وتحت مسئولية كاتبيها ولا تقع أي مسئولية على الجريدة