هل من احد يطرق بابي ؟
بقلم : احمد زيدان
هل جربت يوما ان تبحث عن احد يشاطرك شرب القهوة فلم تجد .
ان تحتاج إلى شخص قريب من قلبك كي نتبادل معه أطراف الحديث فلا منصت لك .
ان تفرح أو تسعد و تعود مسرعا الي البيت كي تحتفل مع احباءك أو أصدقاءك فلا تجد من يشاركك فرحك .
هل جربت ان تعود من سفرك الطويل و ان تخرج من بوابة الوصول فلا تجد من ينتظرك و يأخذك بالأحضان و يرحب بك و يكون مسرورا بعودتك .
هل جربت يوما ان تمرض أو ترقد بالفراش فلا تجد من يناولك دواءك أو يطمئن عليك و يسهر علي راحتك .
أو ان تموت و انت جالس بمقعدك فلا يشعر بك احد ،أو يهتم لفقدانك و وفاتك .
جالت بخاطري كل تلك الأسئلة فجأة و دون ترتيب و سألت نفسي هذا السؤال : ماذا لو حدث هذا معي ؟
شعرت بخوف شديد و انتابتني رجفة و فزع رهيب لمجرد التفكير في السؤال نفسه و ان تكون الإجابة نعم ممكن .. و لكن سرعان ما تذكرت ذلك اليوم الذي شعرت فيه ببعض الاجهاد و التعب و قررت حينها ان استقل سيارتي و ان اذهب لأقرب مستشفى لتلقي العلاج دون أن أخطر احد لكي لا ازعجهم أو ان اكون سببا في قلق أحدهم و هنا اقصد بالطبع أفراد عائلتي.
وصلت الي قسم الطوارئ و استقبلني الطبيب المناوب و بدأ في الكشف و عمل الفحوصات اللازمة و طلب مني الانتظار بعض الوقت حتي تنتهي نتائج التحاليل و ما شابه . و في تلك الاثناء رن هاتفي المحمول و اذ باتصال من زوج اختي يدعوني فيه ان احضر للمنزل كي نجلس سويا . فأخبرته انني بالمستشفى لشعوري بالإرهاق و بمجرد انتهاء الكشف سوف امر عليهم و اغلقت الهاتف في انتظار نتائج الفحص .
و لم تمر سوي دقائق و وجدت جميع افراد العائلة يلتفون حولي و فوق رأسي. لم يسألوا و لم يتصلوا ثانيا بل جاءوا جميعا كي يقفوا بجواري . رأيت في عيونهم الحب و شعرت بالدفء و انتابني احساس بالفخر و العز . و لم لا فهم عائلتي و أحبتي. هم اخوتي و بناتي و أولادي . هم انا و أنا منهم .
تأكدت لحظتها انني لن أكون هذا الشخص الوحيد أبدا . و لن ابحث يوما عن شخص يطرق علي بابي . تعرفون لماذا ؟ لأنهم لا يحتاجون الي طرق الباب ... فليس بيني و بينهم أبواب.. بيني و بينهم الحب .