الفنان سليمان نجيب
كتب / محمد حامد
واحد من اجمل فناني الزمن الجميل .. علم وثقافة وأصل وأخلاق وخفة دم .
لم يتزوج ولكن كان لخادمه ثلاث أولاد تكفل سليمان نجيب بحياتهم وتعليمهم وكان بيأخذهم إلى المستشفى لو تعبوا ويشتري لهم الدوا بنفسه .
كان الخدم الخاص تقريبا أصحاب البيت وهو اللي كان ساكن فيه وكانوا كده عايشين كأنهم الملاك بحب منه وعشم فيه يأكلوا من أكله ومعاهم نسخ من المفاتيح يدخلوا ويخرجوا اي وقت.
عندما يتضايق منهم كان يترك البيت ويخرج ويقول لهم انا خارج وسايب لكم البيت
ولما يرجع يقولهم انا جيت أرجع ولا ادخل
وأثناء حديثه مع الطباخ عرف أنهم بيبنوا جامع في بلدهم والموضوع واقف بسبب الفلوس دفع مبلغ من جيبه وراح واتوسط وجاب إعانه 386 جنيه من الأوقاف للمسجد .
الداده بتاعته كانت زي والدته ..لما ماتت رفض أهله أنها تدفن مع والدته لأنهم شايفنها خدامه حتى لو كانت هي التى قامت على تربيته وكان هو مسافرا واتصلوا عليه ولما عرف قالهم" تدفن مع أمي طبعا
هو في بيه وباشا في الموت كلها نومه واحدة "
عجايب عليكم ياناس عجايب "
عندما توفى أوصى بسيارتة للسواق ..والمطبخ والسفرة للطباخ وباقي الأساسات لدار الأوبرا المصريه اللي كان هو رئيسها .
الغريب أن يوم وفاته كان أخوه مسافرا خارج مصر ..فطلب من صاحب سليمان نجيب يشرف على الجنازه ..ويكتب فواتير بكل قرش اتصرف لحد ماينزل.. وفعلا عمل كده ولما رجع مصر قابله في بيت سليمان
وقدم له فواتير بمصاريف الجنازه بالضبط وكانت 299 جنيه وقرش واحد
طلع اخوه دفتر الشيكات عشان يكتب له شيك بيهم جاله الخدام وقاله يابيه في مبلغ كان شايله سليمان بيه
في الدولاب لمصاريف جنازته ..راح أخوه وفتح الدولاب ولقى فلوس فكه كتير .. قاموا بعدها طلعت بالضبط 299 جنيه وقرش واحد ..نفس مصاريف الجنازه!!
استغرب القاعدين ومسكوا الفلوس يعدوها تاني ويراجعوا الفواتير تاني وتطلع نفس المبلغ .. ويقولوا مش ممكن الفلوس بالضبط ..نفس مصاريف جنازته !!
الخير اللي عمله في حياته ستره حتى في مماته !
سبحان الله زي مايكون مش عايز أن يكون مداما لأحد .. بعد موته حتى لو أخوه .