ismailia, Egypt

30.43°C
Clear Sky
SP_WEATHER_الأحد
21.72°C / 37.26°C
SP_WEATHER_الإثنين
21.19°C / 39.48°C
SP_WEATHER_الثلاثاء
21.03°C / 39.89°C
SP_WEATHER_الأربعاء
22.02°C / 39.02°C
SP_WEATHER_الخميس
22.47°C / 41.38°C
SP_WEATHER_الجمعة
22.56°C / 40.56°C

درع الأمان

درع الأمان

درع الأمان

كتبت : مرفت حمدى

- أنا يا سيدتى فتاة أبلغ من العمر 24 عاما -أعيش مع أمى و أخوتى حيث لى أخت تكبرنى بثلاث أعوام وولدان صغار – نعيش فى منزل جدى الذى هاجر من بلده بالصعيد و ذهب لاحدى المدن منذ سنوات طويلة بابنائه – و قد بنى هذا البيت من عدة أدوار و يعيش هو بالدور الأول – و قد خصص لكل ابن من أبنائه شقه فى نفس العقار – يعيش فيها ليكون أسرته – و الجميع يتجمع عند وجبات الطعام على مائدة واحده -توفى والدى و أنا فى الحادية عشر من عمرى و بما أن جدى هو الآمر الناهى فقد أصر على أن نكون معه لا نفارقه و لا نترك منزلنا الذى ترعرعنا به وسط الأهل و جدى هو من يتكفل بنا و الانفاق علينا .
- و من هنا نمت بينى و بين ابن عمى قصة حب منذ سنوات عدة حيث اكتشف كل منا ارتباطا روحيا يجمعنا منذ الصغر و أيام الطفولة البريئة و الصبا ثم الشباب – أدرك كلا منا أن اللحظات و الأيام التى شابتها عواصف من حولنا جعل منها حبنا لبعض حالة دائمة من الأمان – حبنا حولنا الى أطفال سعداء و فى صبايا و شبابى عزز أنوثتى وثقتى بنفسى شاركنى دربى الذى شاركه قلبى كانت يدى تشاطره الدعاء و كانت روحى تشاطره الرجاء – و هو درع الأمان الذى أحتمى وكان يهمس لى هاك دمعى يشاطرك البكاء – كانت علاقتنا راحة و رحمة منذ الصغر – لا طعم للأيام و المناسبات دونه كان رمضان يقترب و القلب يرتقب كان العيد عيدين – الى أن حدث و تسلل الى عالمنا الحالم أكبر عاصفة هزت أركان هذا الحب البرئ – حيث جدى الآمر الناهى أصدر فرمانا بأن يزوج أختى الكبرى الى حب عمرى ( ابن عمى ) حيث العرف السائد الأخت الكبرى تتزوج أولا و كانت الطامة الكبرى حيث وقف الكلام فى الحلق و توقف النبض و التنفس – أى قرار هذا حطم موازين العدل فى الحياة – و لم يستطع أى منا أن يقف أمام جدى – كيف لى أن أشرح له ما بيننا من رباط روحى كالحبل السرى للجنين فى بطن أمه – اعترض حبيبى بشدة – و لكن أمام سطوة جدى و جبروته لا أحد يخالف له أمرا و نزولا على أوامره تحدد موعد العرس و عقد القران و نفد قضاء الله و قدره و كم من الوجع الذى لا يناقش داخل كلامنا ليصبح كل ما نحتاجه هو ذاك الدواء الذى لا يباع فى الصيدليات ( أى عدل هذا ) و بعد مرور عدة أشهر تقدم لخطبتى ابن صديق قديم لجدى و للمرة الثانية يصدر جدى الآمر الناهى فرمانا أخر لاتمات هذه الخطبة و لم أستطع للمرة الثانية أن أصرخ معلنة تحدى أو اعتراض و فى يوم عقد القران أعلنت محكمة السماء حكما الهيا – الغى عقد القران حيث وقعت أختى الكبرى مغشيا عليها و تدخل العناية المركزة لنسمع بعدها أن الأمل ضعيف فى الشفاء و ليس لها من العمر الكثير – و نزل الخبر علينا جميعا كالصاعقة للمرة الثالثة – الى ان توفاها الله من عدة أشهر
و لعلك يا سيدتى الآن تسألينى ما هى المشكلة حيث أصارحك أن المشكلة تكاد تكون معقدة للغاية متشابكة – كلا منا لديه صدع كبير بداخله – كلا منا متعب من الأمس القريب الذى مضى – كلا منا تعب من التعب الذى لا نستطيع البوح به و ما يجول بخاطرنا .
آهل العواصف التى مرت بنا و من حولنا آسلبت حبنا الآمان الدائم الذى كنا به – أو هل هناك متسع آخر للسعادة بالله عليك أحتاج طوق نجاة


- الى ابنتى المحبة – نعم أحيانا نتمنى لو نستطيع البوح بكل ما يجول بخاطرنا أن نستطيع أن نشرح أننا متعبون من الأمس الذى مضى – خائفين من الغد الذى لم يأتى بعد – ليصبح كل ما نحتاجه هوذاك الدواء الذى لا يباع فى الصيدليات درع أمان نحتمى به – ان الأمر هنا يا فتاتى المحبة له أبعاد داخلكم – فلقد لديك قناعاتك و أفكارك التى جعلتك اتخذتى قرار
هذا القرار جعلك تتصرفين مع حبيبك بطريقة معينة – فى حين أنه يرى تصرفاتك الغير مبررة بالنسبة له غريبة و فيها عدم وضوح – عدم تقدير – مراوغة – تلاعب ....الخ
و ليس هذا فقط و انما هو يرى تصرفاتك لها من التبريرات فى عقله بناء على معتقداته و أفكاره هو الأخر حتما
( أنتما الأثنان فى جزيرتين منفصلتين لم تقرروا أن تجلسوا فى جزيرة واحدة بعد )
و بالتالى سوف يراك بشكل معين ( بناء على المعلومات التى تصل اليه من تصرفاتك )
لابد أن تعى أنه لا يعرف أفكارك و لا يراها كيفما تريها أنت – من الممكن أنه حاول يتكلم و أنت قفلت الكلام و لا تريدى فتحه – فيضطر أن يضع تصورات من عنده و أنت تاركة لهذه التصورات تأخذه و تعود به و عندما يقرر أن يذهب ستغضبين لانه لم يراك بشكل معين و أنت لست بهذا الشكل نهائيا و ستتسائلى كيف هو يرانى هكذا
- ماذا تريدين و انتما لم تجلسا سويا و تشرحوا و تتفاهموا
و هناك حلان : أولهما أن تأخذين خطوة و تقولى و تعبرى عن وجهة نظرك و تستمعين لوجهة نظره و تصلان لحل وسط يناسبكما طالما تؤمنين بحكمة عقله و أنه يريد أن يحافظ عليكى )
الثانى :أن تجلسين مكانك بأفكارك و معتقداتك التى تحبسينها داخلك و لا تتكلمى عنها بشكل مباشر وواضح ولا تغضبى وقتها كيف يراك لأنك قررت السكوت و تتخلى عن المجهود الذى من المفروض القيام به فى العلاقة
مش دايما اللى بيمشى هو الطرف اللى بيسيب ممكن يكون اتحط فى موقف اضطر فيه يمشى لأن الطرف اللى قدامه ساب المجهود اللى يحمى و يحافظ على العلاقة
حاولى أن تستردى الحب الذى يجعل داخل الانسانى فى حالة دائمة من الأمان
مهما بلغت شدة تقلباته و عواصف الأيام من حوله – الحب الذى يعيد لطفل سعيد و ضاحك أو شاعر أو لفنان أو حتى لانسان يمارس سكينته التامه براحة البال – الحب الواضح فى الصمت قبل التبرير فى الغضب و العتاب قبل الرضا

جـــريدة القنــــاة وسينـــــاء 

جريدة متخصصة في أخبار سيناء ومدن القناة

يسعـــدنا تواصلكم معنا على الأرقام التــالية

01000000000- 01000000000

جميع المقالات تدل على رأي وتحت مسئولية كاتبيها ولا تقع أي مسئولية على الجريدة