العناية بصحة أطفالنا مع بداية العام الدراسي
كتبت / نادية شوقي
مع اقتراب بداية العام الدراسي وعودة الأطفال إلى مدارسهم، تبرز أمام الأهالي تحديات جديدة تتعلق بالحفاظ على صحة أبنائهم، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الاختلاط في المدرسة. قد تؤدي البيئة المدرسية إلى تعرض الأطفال للجراثيم، إضافةً إلى تأثير الحرارة المرتفعة على نشاطهم. لذا، من الضروري اتخاذ خطوات وقائية لضمان بقاء أطفالنا بصحة جيدة واستمتاعهم بتجربة دراسية آمنة.
1. الوقاية من الأمراض المعدية:
يزيد الاختلاط في المدارس من احتمالية انتشار الأمراض المعدية مثل نزلات البرد والأنفلونزا. وللحد من هذه المخاطر، يجب اتخاذ الإجراءات التالية:
- تعليم الأطفال غسل أيديهم بانتظام: غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية يعتبر وسيلة فعالة لمنع انتشار الجراثيم.
- تنبيه الأطفال لعدم لمس الوجه: وذلك لتقليل احتمالية انتقال الجراثيم إلى الفم، الأنف، أو العينين.
- استخدام معقم اليدين: من المهم أن يحمل الطفل عبوة صغيرة من المعقم لاستخدامها في حال عدم توفر الماء والصابون.
2. التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة:
خلال الأيام الحارة، يكون الأطفال أكثر عرضة للإجهاد الحراري والجفاف. لتجنب هذه المشكلة، ينصح بما يلي:
- تشجيع الأطفال على شرب الماء بانتظام: تأكد من أن طفلك يحمل زجاجة ماء ويشرب منها بشكل منتظم خلال اليوم.
- ارتداء ملابس خفيفة: يُفضل أن تكون ملابس الأطفال مصنوعة من أقمشة خفيفة وقطنية تسمح بتبخر العرق.
- البقاء في أماكن مظللة: في فترات الراحة الخارجية، يُفضل أن يجلس الطفل في أماكن مظللة لتجنب التعرض المباشر للشمس.
3. التغذية المتوازنة:
تلعب التغذية السليمة دورًا مهمًا في تعزيز مناعة الأطفال وتحسين صحتهم. من الأطعمة التي يُنصح بتقديمها لهم خلال فترة الدراسة:
- الفواكه والخضروات الطازجة: توفر فيتامينات ومعادن تعزز المناعة مثل فيتامين C. يمكن تقديم التفاح، الجزر، البرتقال والخيار كوجبات خفيفة.
- الحبوب الكاملة: مثل الشوفان والخبز الأسمر، فهي تمد الجسم بالطاقة وتساعد على تحسين التركيز في الدراسة.
- مصادر البروتين: مثل البيض، اللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، إذ تسهم في تقوية العضلات والمناعة.
- منتجات الألبان: الحليب والزبادي مهمان لتقوية العظام والأسنان، بفضل احتوائهما على الكالسيوم.
- المكسرات والبذور: مصادر غنية بالدهون الصحية التي تعزز وظائف الدماغ وتزيد من قدرة الطفل على التركيز.
4. تعزيز العادات الصحية:
- النوم الجيد: يُنصح بأن يحصل الطفل على 8 إلى 10 ساعات من النوم يوميًا ليتمكن من الأداء الجيد في المدرسة.
تعويد الأطفال على الاستيقاظ مبكرًا قبل بدء الدراسة يتطلب خطة متدرجة وبيئة مناسبة لتحفيزهم على الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ. إليك بعض الخطوات الفعالة:
. البدء بالتحضير قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من بداية المدرسة:
ابدأ بتعديل وقت نوم الطفل تدريجيًا قبل بدء الدراسة بمدة كافية. كل يوم، حاول تقديم وقت النوم والاستيقاظ بمقدار 15-30 دقيقة حتى يصل الطفل إلى وقت النوم المطلوب.
. إنشاء روتين نوم ثابت:
ضع روتينًا ليليًا يساعد الطفل على الاسترخاء والنوم في وقت مبكر. يمكن أن يتضمن الروتين:
- تناول عشاء خفيف ومغذي.
- الاستحمام بماء دافئ.
- قراءة قصة قبل النوم أو تخصيص وقت لقراءة كتاب.
- خفض الإضاءة والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية.
. تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ:
احرص على أن يكون هناك وقت محدد للنوم والاستيقاظ يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع. هذا يساعد على ضبط الساعة البيولوجية للطفل.
. تقليل وقت الشاشات قبل النوم:
التعرض للشاشات قبل النوم يعطل إنتاج هرمون "الميلاتونين" الذي يساعد على النوم. لذلك، يجب تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل.
. تهيئة بيئة نوم مريحة:
تأكد من أن غرفة الطفل هادئة، مريحة، ومظلمة. ضبط درجة حرارة الغرفة بحيث تكون مناسبة يعزز من جودة النوم.
. تشجيع النشاط البدني خلال النهار:
ممارسة الأنشطة البدنية خلال اليوم، مثل اللعب في الهواء الطلق أو ممارسة الرياضة، يساعد على استهلاك الطاقة الزائدة، مما يجعل النوم أسهل ليلاً.
- التدرج في الاستيقاظ المبكر:
إذا كان طفلك يجد صعوبة في الاستيقاظ، يمكنك استخدام طريقة التدرج. ابدأ بإيقاظه قبل الموعد المطلوب بـ15 دقيقة ثم زد الوقت تدريجيًا حتى يصل إلى وقت الاستيقاظ المطلوب.
. تحفيز الطفل وتشجيعه:
استخدم التعزيز الإيجابي من خلال مكافآت صغيرة مثل الإشادة أو توفير نشاط ممتع في الصباح مثل الإفطار المفضل للطفل.
- تجنب القيلولة الطويلة:
إذا كان طفلك يأخذ قيلولة خلال النهار، حاول تقليل مدتها أو تقديمها إلى فترة مبكرة من اليوم حتى لا تؤثر على نوم الليل.
. إعطاء وقت للاستيقاظ التدريجي:
أيقظ الطفل بلطف واترك له وقتًا للاستيقاظ بهدوء وبدون ضغوط، مما يجعل عملية الاستيقاظ أسهل وأقل إزعاجًا.
اتباع هذه النصائح سيساعد طفلك على التأقلم مع مواعيد النوم والاستيقاظ المدرسية بسهولة، ويعزز من نشاطه خلال اليوم الدراسي.
- ممارسة النشاط البدني: تُعتبر الرياضة وسيلة فعالة لتحسين الصحة البدنية والنفسية. يمكن تشجيع الأطفال على القيام بأنشطة مثل الجري أو ركوب الدراجة.
- التوازن بين الدراسة والراحة: من المهم توفير وقت للراحة والاسترخاء بعد المدرسة لتجنب الإرهاق الذهني والجسدي.
للحفاظ على صحة أبنائنا خلال فترة العودة إلى المدارس، يجب الاهتمام بالنظافة الشخصية، توفير التغذية الصحية، والتعامل مع حرارة الجو المرتفعة بشكل سليم. اتباع هذه النصائح سيضمن تجربة مدرسية آمنة وصحية لأطفالنا، ويسهم في تعزيز نشاطهم وتحصيلهم الدراسي.