كتب : أحمد زيدان
تقدم الكثير لشراء قلبي ، و لكن من اكملوا الاجراءات و اشتروا بالفعل كراسة الشروط ثلاثة أفراد ، وهم : رجل و امرأتان ، هم من
تقدموا بالفعل لشراء و سداد قيمة قلبي ، و لكنني كنت قد وضعت شرطا ضمن إجراءات البيع و هو ان اجلس مع كل متقدم للشراء بعض
الوقت حتي أتعرف عليه وأعرف لماذا يريد شراء القلب؟ و قد وافق كل منهم و بدأت أجلس معهم الواحد تلو الأخر .
المشتري رقم ( ١ )
سيدة رائعة الجمال ، أنيقة الثياب ، تحاط بالكثير ممن يريدون خدمتها ، يكفيها أن تشير بإصبعها لأحدهم فيسرع منفذًا أوامرها دون نقاش
أو سؤال .
دنوت منها قليلًا ، و هي ترمقني بنظراتها و كأنها معاينة حية لسلعة قد ترغب في الحصول عليها، جلست بالقرب منها و بدأت حديثي
معها بالسؤال الأهم : سيدتي لم هذا الاهتمام الشديد بشراء ذلك القلب ، مع أنني ألاحظ أن كثيرًا من القلوب و بإشارة صغيرة من أصبعك
يكونون ملك يديك و تحت أمرك .
وجهت عيناها نحو مصدر الصوت و كأنها لم تكن تراه إلا من خلال هذا الصوت الصادر منه ، و ردت في تعالي و كبرياء شديدين
انا مهتمة بشراء قلبك !!!
من قال هذا ؟ تبعتها ضحكة ممتزجة بكل أنواع السخرية و التباهي .
انا لا أهتم بقلبك أنت شخصيا و لا بقلب احد آخر .
إذا فلماذا تقدمتي لدخول المزاد و المشاركة فيه طالما لست فى احتياج لهذا القلب ؟
أجابت: اسمع يا هذا .. انا أمتلك من القلوب الكثير و الكثير و كلها موضوعة في خزينة بإحدى الغرف داخل قصري ، و انا أجد المتعة في
امتلاك القلوب ، و الاحتفاظ بها و الاستمتاع بمشاهدتها كل فترة ، و قلبك سوف يكون ضمن تلك القلوب لا أكثر و لا أقل، و طالما
استطيع شراءه فلما لا ؟
و لكن سيدتي لما لا تتركيه لغيرك يستفيد به ، طالما تمتلكين هذا الكم الهائل من القلوب . و قلبي لن يضيف لك شيئا . خاصة و هو
اضعفهم، و لا يوجد ما يميزه عن غيره .
من قال لك هذا ؟ " و الحديث لها " انا من احدد ما يميز قلبك عن غيره و لن اتنازل عن شراءه و لن أتركه لأحد غيري و لن أسمح لأحد
غيري من الحصول علي قلبك مهما كلفني الأمر، تغيرت كثيرا ملامح تلك السيدة و تبدل الاسلوب المتعالي و التباهي إلي القوة و القسوة
و التلذذ بالامتلاك و فرض السطوة . و لكن وراء هذا كله أحسست أن وراء تلك الهالة الشديدة إمرأة في غاية الضعف و الإنكسار ربما
بسبب تجربة ماتت و لكن آثارها لم تمحي بعد.
هنا فضلت الصمت و إنهاء الحوار معها و أن أتركها و أنتظر بداية المزاد و أرى ما قد يسفر عنه الأمر. و توجهت إلي المشتري الثاني
...... يتبع فى الجزء الثالث