متابعة : محمود عبد الرحيم
قصة حقيقية حدثت فـي القرن الـ 15
فـي مدينة ( نورمبرج ) فـي ألمانيا ..
كان فيه أسرة مكونة من أب وأم وعندهم 18 طفل ! ..
عدد الأطفال كبير وقلة حيلة الأب..
أصبحت ظروف الأسرة صعبة جداً
والأب لايستطيع الإنفاق علي البيت..
أكبر ولدين إسمهما ( ألبرت ) و ( جان ) .. توأم ..
عندهم 20 سنة .. كانا موهوبين جداً فـ الرسم ..
ولأنهما يعلمان ظروف أبيهم جيدا
ولكى يستطيعا تحقيق حلمهما ..
عملا اتفاق راقي بينهما وبدون علم أحد ..
قالا سوف نعمل قرعة
ومن يكسب يذهب للدراسه فـي أكاديمية الفنون
ومن يخسر يذهب للعمل فـي منجم الفحم
الذي فـي المدينة لكي يصرف على أخيه الذي يدرس فـي الأكاديمية .. وبعد ما تمر الـ 4 سنوات وينتهي الأول من الدراسة يتم التبديل بينهما..
من كان في العمل يذهب ليتعلم
ومن تعلم يذهب للعمل في المنجم ..
اتفاق عادل ليس فيه ظلم للطرفين ..
عملا القرعة .. من كسب ( ألبرت )
ومن ذهب للعمل فـ المنجم ( جان ) ..
من أول يوم فـ الأكاديمية نجح ( ألبرت )
إنه يلفت النظر لـ موهبته العظيمة
وكان ينجح كل عام بتفوق ..
و علي الناحية التانية ( جان )
كان يعمل فـي منجم الفحم ورديتين 12 ساعة كاملة فـي اليوم لكي يستطيع تأمين المصاريف لأخيه ويغطى تكاليف دراسته وإحتياجاته ..
تمر الأيام والسنين
ويتخرج الرسام العالمى المعروف ( ألبرت دورير )
مـن الأكاديمية وحقق الكثير من النجاح..
يرجع لـ ( جان )
لكي ينفذا باقى إتفاقهما ويذهب اخوه للدرسة
ويبدأ هو فـ الشغل ..
يكتشف ( ألبرت ) أن أخاه ( جان )
وبسبب الشغل الكتير فـ المنجم
عظام كفا يديه فيهما أجزاء صغيرة منهما إنكسرت
بالإضافة لـ رعشة بقت موجودة فـ الكفين
بسبب عنف الوظيفة
وبالتالى حالياً
بقت فرصة إنه يمسك فرشة رسم مستحيلة تماماً ! ..
( ألبرت ) أتصدم وشعر إن هو السبب فـي ما حدث ..
لكن ( جان ) وهو يحكى عن إصابته
كان سعيد وفخور بـ نجاح أخيه ولم يكن حزين أو غضبان...
وقال له : ( حتى ولو لم تساعدنى يداى على الرسم لكنهما لازالتا قادرتين أن يرتفعا لك بالدعاء ويصليان من أجلك ) ! ..
بعدها بأيام قليلة و( ألبرت ) في البيت ذهب إلي غرفة
أخيه( جان )
وجد أخاه رافع يداه
ويدعى الله لـ أخيه بمنتهى التضرع ! ..
المنظر كان فيه رهبة وأثر فـي ( ألبرت ) جداً ..
وقرر يرسم لوحة فيها يدا أخيه وهما مرفوعتين بالدعاء! ..
فعلاً فعل .. وكانت النتيجة :
لوحة ( اليدان المصليتين ) أو ( praying hands ) ..
اللوحة حققت إنتشار واسع من الشهرة
ورغم إن أغلب أعمال ( ألبرت دورير )
موجودة فـ أهم متاحف العالم الآن...
إلا إن اللوحة هذه بالذات هي الأشهر لأن وراها قصة ..
أو بمعنى أدق وراها أخ
- هناك إخوة يكونو هم الأب والأم ..
أخوك هو سترك و غطاء
فـى ظروفك الصعبة
وعندما تجتمع عليك مصاعب الحياة..
الجدار الثابت الذي يمكن أن تمّيل عليه وأنت مطمئن ليساعدك لتقف علي قدميك من جديد هو أخوك ...
يقول الله لموسي في أهمية أخيه هارون
قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا ...
أنت عندما تنسي شيء أو تصاب أو تجرح تقول ( أخ ) ..
عندما تصف صديق لك قريب جدآ منك تقول هذا مثل أخي! ..
في مثل فرنسى يقول :
( ليس هناك أجمل من صديق ممزوج بـ نكهة أخ ) ! .. .. القصة كلها فـ الأخ أو الأخت .. أبوك التانى أو أمك التانية.
وجمال الاخوة وأصل معدنها تظهر وقت الحاجة أو في أيام البلاء في الأسر و المرض في كسر الدنيا وغربة الأوطان ..
أجمل معانى الحب و السعادة الأخ الشقيق والأخت الشقيقة جمعكم رحم واحد..والأخ والأخت في الله جمعكم الحب فيه..عالم آخر من الأمان...اللهم بارك لنا في إخوة الرحم و إخوة الحب فيك...
