كتبت : رحاب الغزاوي
فى إطار الاستعداد لاستضافة مصر مؤتمر شرم الشيخ للتغيرات المناخية تداول الحديث عن مبادرة الرئاسة التي تحمل عنوان اتحضر
للأخضر والتي جاءت كجزء من المستقبل الأخضر في الوطن العربي والعالم .
وقد انفردت جريدة أخبار القناة وسيناء بحوار خاص مع الأستاذ الدكتور فوزي العيسوي يونس والمهندسة حورية عادم فيما يختص بالمستقبل
الأخضر فى الوطن العربي وأفريقيا
ومن خلال الحديث مع دكتور فوزي العيسوي يونس أستاذ ورئيس وحدة فسيولوجيا الأقلمة - مركز بحوث الصحراء التغيرات المناخية ورئيس
مكتب مصر لمنظمة توحيد الشعوب ومدرب سفراء مناخ مصر وأفريقيا .
حيث تهدف منظمة توحيد الشعوب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الوطن العربي ، أوضح أن التغير المناخي يهدد الحياة على كوكب الأرض
ولابد من المرونة والتكيف المناخي وهذا ما يسعى إليه مؤتمر COP27 في شرم الشيخ.
كما سعدنا بلقاء المهندسة حورية عادم رئيس مكتب حماية النبات والحيوان مديرية البيئة ولاية سعيدة وزارة البيئة الجزائر
وبسؤال الدكتور فوزي العيسوي يونس عن انعقاد مؤتمر COP27 في مصر كدولة من دول قارة أفريقيا ؟
أوضح أنه سيتم في تشرين الثاني (نوفمبر) من هذا العام عودة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ إلى أفريقيا ليتيح لنا فرصة لإستخدام قوتنا
الجماعية لتأمين قدر كبير للقارة من مشروعات تساعدها في التخفيف والتكيف والمرونة للأثار السلبية لتغير المناخ.
حيث انعقد مؤتمر الأطراف لتغير المناخ مرتين من قبل في أفريقيا COP17 بجنوب أفريقيا ، وCOP22 بالمغرب الشقيق وايضا انعقد عربيا
مرتين COP18 بقطر و COP22 بالمغرب العربي ويأتي انعقاده هذا العام في دورته السابعة والعشرين COP27 بجمهورية مصر العربية
ويعد بحق كما يطلق عليه مؤتمر المناخ لإفريقيا اجمع.
فقد فشل ميثاق غلاسكو للمناخ الموقع في COP26 في تقديم العديد من القضايا الحرجة لأفريقيا لكنه قدم أيضًا العديد من الفرص للعمل نحو
مؤتمر COP27 المملوك لأفريقيا والمركّز على إفريقيا في 2022 في مصر.
وبسؤال المهندسة حورية عادم عن التحديات التي تواجه الجزائر في إطار التغيرات المناخية ؟
قالت أن الجزائر مثل البلدان الأخرى تواجه تحديات كبيرة لمواجهة التغيرات المناخية ، وهذه التحديات متعددة تتعلق مباشرةبتطورها ، إذ يٌعد
التخطيط المكاني أحد السياسات العامة التي تهدف إلى معالجة هذه القضايا وايجاد إجابات لها من حيث التحديات للسياسات العامة المستقبلية ،
كأي عملية طويلة المدى يتخلل هذا التخطيط مراحل تقييم النتائج وتصحيح المسارات والأدوات ؛ ما يسمى بالتحديث الدوري لمراجعة الأهداف ،
ويجب أن يدمج التحديث بطريقة صريحة وتحليلية التحديات الاقتصادية والبيئية والمجتمعية الجديدة ، والتى يجب على المجتمع الاستجابة لها في
المرافقة وتنفيذ المشاريع بصفة إدراجة في هذه العملية من خلال التوعية والتثقيف والمشاركة في تجسيد التنمية المحلية والوطنية في الجزائر ،
وتحديات جديدة من حيث البيئة والحفاظ على الموارد للإستجابة للقضايا الإستراتيجية للأمن الغذائي وندرة المياة وتأثيرات تغير المناخ .
ولماذا تهتم الأمم المتحدة بعقد المؤتمرات في أفريقيا ؟
وأجاب عن هذا الدكتور فوزي يونس بأن البلدان الأفريقية تساهم بنسبة 4٪ فقط في الانبعاثات العالمية لكنها تتحمل العبء الأكبر من آثارها.
يعيق تغير المناخ تحقيق التنمية المستدامة طويلة الأجل في إفريقيا ويشكل تهديدًا مباشرًا لشعوبها ويخلق
الصراع ويدمر الأرواح وسبل العيش من شواطئ السنغال إلى السافانا في كينيا.
ومن الأهمية بمكان أن توحد البلدان قواها للضغط من أجل التزامات جريئة على المستوى العالمي والإقليمي
والمحلي للمساعدة في مكافحة آثار تغير المناخ وخلق مساحة للإبتكار والتنمية الأفريقية.
واستطرد الدكتور فوزي يونس حديثه عن مؤتمر COP26 بأن الدول الأفريقية توحدت وتحدثت كدولة واحدة في عدد من القضايا من خلال
مجموعة المفاوضين الأفريقية وفي الجناح الأفريقي.
وتُرجم هذا الصوت المشترك إلى قوة جماعية ساهمت في تحقيق العديد من المكاسب المؤهلة من جلاسكو.
وهناك ثلاث نتائج COP26 ذات أهمية خاصة بالنسبة للبلدان الأفريقية وينبغي أن تكون محور جهود الدعوة والسياسات المؤدية إلى
COP27 ، وتمثلت هذه النتائج في :
- زيادة التمويل المتعلق بالمناخ ، مع إعادة التأكيد في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف على التعهد بتقديم 100 مليار دولار لتمويل
المناخ للبلدان النامية والالتزام بمضاعفة تمويل التكيف إلى 40 مليار دولار
- ووضع قواعد أوضح حول أسواق الكربون والاهتمام بزيادة الانتباه إلى الخسائر والأضرار.
وأضافت المهندسة حورية عادم بأن :
ضمان الانتقال بين موارد الكربون الأحفوري يعتبر من التحديات التي تواجه الجزائر والدول العربية والعالم بأسره لكي يتم الانتقال بتكلفة
مقبولة وطاقات متجددة يمكن أن تكون تكاليف بدء الشغل مرتفعة إذا لم ننخرط في تصنيع معدات جديدة وفي نفس السياق أصبح تحدي
الاقتصاد الرقمي غني عن القول حيث يعتبر الأكثر إلحاحًا لأنه يمكن أن يساهم بقوة في نجاح الآخرين .
وأوضحت المهندسة حورية بأن مجال العمل سيكون غدًا هو المنزل بالنسبة للكثيرين أو أي مكان أخر يقرره العامل بنفسه باستخدام الرقمنة ،
ويمكن للشركات والخدمات العامة وحتى المنازل سوف يتم تحديد مواقعها في التجمعات الطرفية أو حتى بعيدًا عن المراكز الحضرية .
ويعد التخططيط الرقمي لاستخدام الأراضي نموذجًا جديدًا في تخطيط استخدام الأراضي قد يبدو الأمر معادًا للتطور وفقًا للمفاهيم الكلاسيكية ،
لأنه من خلال التكنولوجيا الرقمية يتم تحييد المسافات وحتى البنى التحتية للتنقل ، بالطبع يجب بناء البنى التحتية والشبكات الرقمية .
وماذا عن التخطيط لتوفير التمويل المناخي ؟
قال الدكتور فوزي يونس لكي يحدث الإستفادة من زيادة تمويل المناخ ، يجب على البلدان الأفريقية أولاً بناء القدرات ونشر الموارد بشكل فعال
للتأكد من أن الأموال تتدفق إلى الابتكارات المناخية والزراعة الذكية مناخياً ، والنظم البيئية الخضراء والزرقاء والطاقة المتجددة.
إن اعتماد التمويل المناخي الذي يراعي نوع الجنس والذي يمكّن النساء من قيادة العمل المناخي ويعزز قدرتها على الصمود في مواجهة تأثيرات
المناخ أمر ضروري للتوزيع الفعال لهذه الموارد، هناك حاجة أيضًا إلى إجراء فحص دقيق للأموال ، للتأكد من إنفاقها على النحو الموعود .
كما تعد أهمية كفاية التمويل المتعلق بالمناخ وإمكانية التنبؤ به أمرًا أساسيًا لتحقيق أهداف اتفاق باريس ، ولهذه الغاية ، هناك حاجة إلى تعزيز
شفافية التدفقات المالية وتيسير الوصول لتلبية احتياجات البلدان النامية ، ولا سيما أفريقيا وأقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية.
وتتطلب الالتزامات والتعهدات الحالية ، المعلنة من كوبنهاغن وكانكون ، عبر باريس وعلى طول الطريق إلى غلاسكو ، متابعة من أجل توضيح
ما نحن فيه وما الذي يتعين القيام به أكثر من ذلك.
وسيؤدي التقدم في تسليم مبلغ 100 مليار دولار أمريكي سنويًا إلى بناء المزيد من الثقة بين البلدان المتقدمة والنامية ، مما يدل على الوفاء
بالالتزامات الفعلية.
فما هي النظم البيئية الخضراء والزرقاء ؟
واجاب الدكتور فوزي يونس بأن تصميم المنطقة الخضراء مفهومًا حديثًا للاستدامة والترابط مع الطبيعة المحيطة ، وهي وجهات نظر
أساسية تجاه العمل المناخي.
فالمنطقة الخضراء مستوحاة من عناصر الطبيعة وتعتمد على الانعكاس الواعي للأشجار والأوراق وخيوط العنكبوت والزهور.
تبدو مثل زهرة اللوتس من الأعلى. خمس مناطق عرض كبيرة تمثل بتلات الزهرة ، مع ممرات مبنية من مواد مستدامة مثل الأخشاب والأقمشة
التي تربط المناطق المختلفة معًا كما يتم تحفيزها من خيوط العنكبوت.
وأضاف إن وجود المكان في قلب مدينة شرم الشيخ الخضراء يوفر الاستدامة مقعدًا أماميًا في جميع عملية الإعداد اللوجستي لـ COP27.
أما المنطقة الزرقاء فهي تمثل مركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات (SHICC) أحد أكبر مراكز المؤتمرات وأكثرها إبداعًا في الشرق الأوسط
وأفريقيا.يمكن الوصول إلى مركز مدينة شرم الشيخ الدولي في غضون دقائق من مطار شرم الشيخ الدولي ويفتخر بمرافق متطورة ويوفر
مجموعة من الخدمات الفنية.
تأسس المركز في عام 2006 ، وقد صمم لاستيعاب أبرز الأحداث في المنطقة بما في ذلك منتدى الشباب العالمي (WYF) ، ومؤتمر الدول
الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد (UNODC) ومؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي. التنوع (CBD COP14).
وبسؤال الدكتور فوزي يونس عن التوصية الثانية لمؤتمر COP 27 ؟ وأسواق الكربون التي تعمل لصالح إفريقيا ، وعوائد تجارة
الكربون لأفريقيا ؟
قال : يمثل التعهد البالغ 1.5 مليار دولار في COP26 من قبل البلدان المتقدمة لتمويل حماية وصيانة حوض الكونغو
بين 2021-25 اعترافًا متزايدًا بالفوائد المشتركة للمنافع العامة العالمية في إفريقيا ودورها الحاسم في التخفيف
من تغير المناخ.
كما يوضح أن أسواق الكربون لديها إمكانات هائلة للقارة حاليًا ، تمثل إفريقيا 2٪ فقط من التجارة في السوق العالمية .
حيث تحصل جنوب إفريقيا وشمال إفريقيا على الجزء الأكبر من تمويل آلية التنمية النظيفة بموجب بروتوكول كيوتو.
للاستفادة من هذه الفرصة ستحتاج معظم البلدان الأفريقية إلى تعزيز بيئاتها التنظيمية والسياساتية للإستفادة من أسواق الكربون والتأكد من أن
الناس يفهمون كيف يمكن أن تعود تجارة الأوفست بالفائدة على مجتمعاتهم.
وتحتاج البلدان أيضًا إلى القيام بالعمل الشاق لفهم كمية الكربون التي تمتلكها داخل حدودها – والتي قد تكون مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً –
والتأكد من استفادة المجتمعات من مشاريع التعويض.
وذلك بتقليل نسبة الكربون المنبعثة من الأرض باستخدام الكربون الأزرق وهوعبارة عن الكربون الذي يُمتص ويُخزن في الأنظمة البيئية
الساحلية ذاتياً، ويعمل على خفض انبعاث ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي، للحد من تغيرات المناخ والتكيف معها. وهو يتضمن السواحل
والشواطئ الرملية وأشجار المنجروف وغابات أعشاب البحر والمستنقعات الملحية والأعشاب البحرية.
وبسؤال المهندسة حورية عادم عن الموارد الطبيعية في الجزائر ؟
أوضحت المهندسة حورية عادم بأن ما زال الوضع مقلقًا في الجزائر استنفاد الموارد الطبيعية ( المياة والطاقة ) والتي يتم وضع حلول بديلة
مستدامة لها ببطء شديد ( الطاقات المتجددة ، وكفاءة الطاقة وتحلية مياة البحر ، وحماية المياة الجوفية ، معالجة الري ، وإعادة استخدام المياة
العادمة ... وغيرها ) ، وأصبحت قضية استنزاف الموارد الطبيعية وحماية النظم البيئية أكثر أهمية بسبب تغير المناخ الذي يبرز الظواهر
المناخية المتطرفة مثل :
( الجفاف ، وذروات الرياح ، الفيضانات ، والرياح القوية جدًا ،.... وغيرها)
كيف يمكننا التكيف مع التغيرات المناخية ؟ وما تأمل لتوصيات مؤتمر COP 27 ؟
ويرى الدكتور فوزي يونس أنه يجب أن نتحد للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية والعمل بجد للحفاظ على هدف
1.5 درجة مئوية على قيد الحياة.
وهذا يتطلب إجراءات جريئة وفورية وزيادة الطموح من قبل جميع الأطراف ، ولا سيما أولئك الذين هم في وضع يسمح لهم بذلك وأولئك الذين
يستطيعون ويفعلون أن يكونوا قدوة يحتذى بها.
سيكون COP27 لحظة للدول للوفاء بتعهداتها والتزاماتها نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس لتعزيز تنفيذ الاتفاقية.
كما يجب أن يشهد هذا العام تنفيذ دعوة ميثاق غلاسكو لمراجعة الطموح في المساهمات المحددة وطنيًا ، وإنشاء برنامج عمل للطموح بشأن
التخيف من التغيرات المناخية .
وفي النهاية نتوجه بالشكر للدكتور فوزي يونس والمهندسة حورية عادم مع تمنياتنا لمؤتمر شرم الشيخ بالنجاح وأمنياتنا للعالم كله بالقدرة على
التعاون من أجل الحد من اثار التغيرات المناخية وحدوث التكيف المناخي .