البحث عن حبيب
كتبت .. ميرفت حمدى
أنا فتاة أبلغ من العمر ( 34 عاما ) قد تكون مشكلتى تافهة بالنسبة لمشاكل كثيرة أهم من مشكلتى و أكبر و لكن أتمنى ألا تهملى رسالتى لأن ردك سيتوقف عليه أشياء كثيرة فى حياتى فأنا على قدر كبير من الجمال و الأخلاق العالية بشهادة الجميع ومثقفة و من أسرة معروفة و محافظة و أحترم العادات و التقاليد و الحمد لله أنهيت دراستى الثانوية و لم يسمح لى أهلى باكمال تعليمى فجلست فى البيت ثلاث سنوات و أنا راضية بذلك .
حلمى هو الزواج من انسان محترم يحبنى و يسعدنى و لكن رغم صفاتى هذه لم يتقدم أحد حتى الأن طالبا الزواج منى و معظم أقاربى من الشباب متزوجون و أنا لا أخرج من البيت كثيرا ولا يزورنا سوى القليل من المعارف – لقد يئست من حياتى و تولدت عندى حالة من الاكتئاب .
فأنا أرى من هن أصغر منى و أقل جمالا و تدينا و أخلاقا و قد تزوجن و سعدن فى حباتهن و أعوذ بالله فأنا لا أحسد أحداولست مغرورة بجمالى أو نفسى و لكن متى تتضح لك الصورة يا سيدتى فأنا متواضعة لأبعد حد ممكن و الحمد لله .
وأنا خائفة من أن أضعف فى خضم هذه الموجه الطاغية من اليأس و أنجرف فى تيار العلاقات عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى بحثى المتعطش عن انسان أحبه – و هل يوجد حب بهذه الطريقة يؤدى الى الزواج الناجح ؟ و أغتنم الفرصة قبل ضياع أحلى سنوات عمرى و أنسج معه قصة حب لا أعرف نهايتها مع عدم ايمانى بهذه الطريقة أم أستمر على مبادئى و أنتظر حتى يأتى الفرج ؟
أنا حائرة يا سيدتى فأنا أعيش فى حالة حزن و الاكتئاب حتى انى فقدت القدرة على البكاء من كثرة ما بكيت على حالى و على حياتى الخاوية من الحب و السعادة .
- الى فتاتى الحالمة أقول لك أنك من حقك أن تحلمى كما شئت فهو حق مشروع و مشكلتك ليست مشكلتك وحدك بل هى مشكلة المئات بل الألاف من الشباب من كلا الجنسين فى ظل ظروف الحياة الصعبة الأن التى تحول بين تحقيق هذه الأحلام فكثيرا من الشباب وصل بهم الأمر الى العزوف نهائيا عن فكرة الزواج لهذه الظروف لعدم استطاعتهم ماديا – و ليس معنى انك لم يتقدم لخطبتك أحد الى الأن الى أن يصل بك الأمر الى هذه الحالة من الحزن و الاكتئاب المخيم عليك لابد أن تساعدى نفسك بنفسك – أما مخاوفك من الاندفاع فى علاقات مسروقة عبروسائل التواصل فلا أعتقد أنك ستنزلقين اليها لأن أسلوبك ناضج و فكرك واع و حرصك على دينك و أسرتك سيمنعك من هذا الى جانب أن مثل هذه الطرق ليست طريقا سويا لبناء البيت فهى تنهار مع أول عاصفة و أنصحك بالا تحصرى نفسك فى التفكير فى هذه المشكلة لأنها ستتضخم فى رأسك رغم بساطتها و أقترح عليك أن تحاولى شغل وقتك من خلا الدراسة بعد اقناع أسرتك بأهمية ذلك أوممارسة الأنشطة الاجتماعية من خلال جمعيات المرأة و هذا سيعطيكى فرصة للتعارف بالأخرين و التعبير عن نفسك بشكل ايجابى ( الروعة أن تكون بذل و عطاءا و ملاذا آمنا تلك هى الروعة بحق الفراشات لا تعرف ألوان أجنحتها و لكن أعين البشرتعرف مدى روعتها أنت لا تعرفى مدى روعتك و لكن هناك من البشر من يعرف مدى أهميتك و روعتك )
- و أعلمى جيدا يا فتاتى بأن الله يهيئ الأسباب لما تريد فتح الأبواب المغلقة تيسر لك السبل بحل عسرتك و يداوى جرحك و يرمم روحك و يقضى حوائجك ويدبر لك الخير
- ثقى فى عدل الله سبحانه وتعالى و عندما يأتى نصيبك ستجدين من يطرق بابك
- كونى على يقين أن هناك شئ ينتظرك بعد الصبر ليبهرك و ينسيكى مرارة الألم ذاك وعد ربى (و بشر الصابرين ).