كتب : محمود عبد الرحيم
الدموع ليست قطرات تتساقط من عينك ولكن وراء كل دمعة الكثير من المشاعر والأحاسيس التي تتنوع بين الفرح والحزن والألم ..وغيرها
وأحيانًا لا يستطيع الإنسان البكاء فتكون دموعه عاجزة عن دفع الشقاء الذي يعيش فيه.
وينظر الإنسان حوله ليجد من تلقى منهم الإذاء يبتسمون وتستمر حياتهم ، وكأنهم أبرياء مثل أخوات سيدنا يوسف
" وجاءوا أباهم عشاء يبكون ( 16 ) قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين ( 17 ) وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ( 18 )" .
(سورة يوسف)
وقد يتخذ الإنسان الدموع وسيلة للتعبير عن الكلمات التي لا يستطيع البوح بها ؛ نتيجة عجزه عن استخدام الكلمات والأفكار المناسبة في الدفاع عن نفسه أمام الآخرين الذين ، وبصفة خاصة أمام الأفراد الذين يجيدون التلاعب بالكلمات وقلب الطاولة ليخرجوا أنفسهم من المواقف حتى ولو على حساب الآخرين.
وينتهى الوضع بأن يقبع المظلوم بين جدران روح تتحسس خدوشها، وتحاول ترميم ما تبقى منها، ويعذب نفسه بأفكار كثير سلبية مثل أنه فقد كل ما يملك من وسائل للدفاع عن نفسه، أو أن الظالمين سوف يظلون ظالمون وهو سيظل باقى عمره أسير الظلم.
قد تراه هادئ الوجه ولكن في أعماقه تتصارع الصرخات لتعلو ؛ ولذا نجده يصرخ وينفعل على المواقف الصغيرة التى لا تحتاج لرد فعل قوي كما أنه يصرخ في وجه من هم أقل منه قوة أو من يعرف أنهم يتحملونه في غضبه.
هذا الشخص هو الميت الحي ، الذي يستحق الإرشاد والتوجيه والعطف ، فكون له طوق النجاه لتجاوز محنته ، ويقف على قدميه من جديد ، وأن تذكره بآيات الله تعالى التى تصف حالته.
"وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ" سورة الأنفال الآية 30
{ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله} فاطر:الآية 43 .