متابعة : محمود عبد الرحيم
يُعرف التلاعب النفسي بـ Psychological Manipulation وهو نوع من التأثير الذي قد يمارسه شخص أو جماعة على طرف
آخر من أجل تمرير معلومات أو آراء بطريقة احتيال و مكر ، حيث يعمد هؤلاء لاستخدام بعض الطرق المختلفة ، والتي تعتبر
بسيطة في بعض الأحيان من أجل أقناع الأشخاص بأفكارهم ومبادئهم أو لأسباب أخرى.
هناك الكثير ممن حولنا أو ربما نحن - يمارسون التلاعب النفسي خلال حديثهم أو تواصهم معنا سواء بطريقة تلقائية أو عمدًا
ومن خلال هذا المقال سوف نعرض أهم العلامات المتفق عليها في علم النفس ، والتي تثبت أن من أمامك يمارس هذا
النوع من التلاعب النفسي.
التلاعب بالأحداث
إن الشخص الذي يمارس التلاعب النفسي في الكلام هو في الحقيقة متخصص في تزييف الحقائق ؛ حيث أنه في كثير من الأحيان يحاول تغيير مجرى
الأحداث والوقائع بطريقة كلامية تضمن إنه لا مسئولية عليه في الأمر. ويسير بالتدرج لإقناعك إنك المسؤول الأساسي ، وأن فعلك أو نظرتك الخاصة أو
غيرها هي السبب في وصول الأمور إلى ما عليه الآن.
في الغالب هو يخفي الجانب الأهم في الأحداث ولا يصرح بجميع جوانب الأحداث ، بل يخفيها بطريقة خبيثة ويظهر فقط
السطحي منها ، والذي يمكنه من تشكيل باقية الأحداث بالطريقة التي تناسبه.
إن استشعرت الشخص الذي أمامك يفعل ذلك أبدأ بطرح الكثير من الأسئلة والتي يفضل أن تكون أسئلة مغلقة
إجابتها بنعم أو لا أو أسئلة ذات أجوبة مقتضبة حتى لا تفتح المجال له للحديث طويلًا وأبحث دائمًا عن تفاصيل أكثر في
الأحداث ومن أكثر من مصدر.
من العبارات التي يستخدمها المتلاعبون أن يخبروك مثلًا إن الحديث أصبح من الصعب معك أو أنك أصبحت حساسًا للغاية
أو أنك تأخذ الكلام على قلبك وغير ذلك من الجمل المباشرة ذات التأثير القوي ,
حيث أنها من جهه تلقي اللوم عليك وتقلب الطاولة لصالح الطرف الآخر ، ومن جهه أخرى تضع حدًا لأي نقاش بينكما
وتخرج الحوار عن مساره الطبيعي وتكون أنت محور الحديث وليس المشكلة .
إن أخبرك الشخص الذي أمامك بهذا الأمر فأنه في الغالب يستخدم التلاعب للتستر على ضعفه وافتقاره لمهارة التواصل
وهي نقطة لصالحك يمكنك الاستفادة منها بأن تجيب عليه باقتضاب وأعد الحوار إلى مجراه كأن تقول لنكمل حديثنا أذًا
ثم ننظر فى حساستيي المفرطة بعد ذلك.
هي إستراتيجية شائعة وأساسية يعتمد عليها المناور النفسي لإقناعك بفكرة أو بأمر ما ، وهي استخدام الكثير من
الحجج والدراسات والمعلومات والأفكار والأرقام والتي يمكن أن لا يكون لها أي أساس من الصحة ويعتمد على ذلك في أن
تشعر بالإرهاق المعوماتي ، وتجد نفسك بطريقة تلقائية تقتنع بكلامه نظرًا للقاعدة الضخمة من المعلومات التي وضعها
لنفسه.
وتجد نفسك بطريقة تلقائية تشعر بالاقتناع بكلامه لشعورك للحظة أنك ضئيل مقارنة بكل ما قال .
مهما كان حديث من حولك طويلًا استخدم منطقك وكلما استدل بشئ لا تتردد في سؤاله عن المصدر أو أن تترك الحديث
معه وتبحث عن صحة الأمر في الإنترنت جانبك.. أيضًا ، وهناك من يكون لدية ملكة الإقناع وتكون استشهادته صحيحة ولكن
وحدك فقط من يستطيع كشف ذلك من خلال البحث.
لا خيار أمامك سأمهلك وقتًا للتفكير إلى الغد بعدها لن أستطيع فعل شئ لك ، إن طريقة تقديم إنذار مع الضغط على
الشخص من خلال إلزامه بوقت ضيق للتفكير أو اتخاذ قرار هو من الأمور المستخدمة من طرف المتلاعبين النفسيين فى
الحديث ، وخاصة في مجال الأعمال والتسويق ؛ حيث إن اللعب على الأوتار النفسية سيجعل الشخص يوافق في كثير من
الأحيان دون تفكير مادام الوقت ليس في صالحه والفرصة يتضح أنها لن تتكرر أو تستمر.
أن استخدم الشخص الذي أمامك هذا الأسلوب لا تثق فيه أبدًا فأسلوب الإنذار والتحذير مرفوض في أخلاقيات التواصل
وأعد التفكير مليًا وزن الأمور جيدًا
إن تكرار الأسم بصورة مبالغ فيها ومستمرة ما هو الإ حيلة ذكية منه في السيطرة الفكرية غالبًا في حالات
التوبيخ أو اللوم ... حيث أن فعل ذلك سيساعد الطرف الأخر في إثارة انتباهك والحفاظ عليه بشكل يضمن له
استماعك لجميع ما يقوله أو يواجهه لك من كلام.
وهي حيلة يجب أن تحذرمنها وأن تعلم السبب وراء استخدامها بطريقة سريعة حتى تتجنب تأثيرها عليك
وهناك من يمتلك عادة تكرار الاسم دون أي نية سيئة فلا تخلط فى حكمك على الأشخاص.
إن السخرية منك أو الضحك على ما تقوله أو غيرها من الأساليب السيئة التي يستخدمها الطرف الأخر في
حديثه معك هي من أهم طرق التلاعب النفسي التي يجب أن تحذر منها ؛ حيث أن الهدف الرئيسي من
استخدامها هو إشعارك بالدونية والتنقيص من مكانتك مقابل التضخيم من مكانته الأمر الذي يثقل كفته في
التواصل ويجعله مديرًا للنقاش
إن استشعرت ذلك من الشخص الذي أمامك فحاول أن تحافظ على التوازن بينكم ولا تظهر له أي تأثير بما قاله
فعدم قدرته على الوصول إلى ما أراد عبر سخريته شتشتته الأمر الذي سيقلب الموازين لصالحك .
هي تقنية سلبية - عدوانية تقضي بأن الطرف الأخر لا يفهم أبدًا ما تقوله وأنك بحديثك هذا تعقد الأمور وتسير
بها لمستوى أعلى لا تستحقه ..
هي تقنية إذ تقضي بتمرير المسؤولية كاملة لك وإغضابك في حال اعتبرت الأمر تنقيصًا من قيمتك
إن قال هذا الشخص الذي أمامك فلا تعرها أي اهتمام بل أعد صياغة ما قلته ببساطة أو عن طريق توجيه
الأسئلة لمن أمامك هكذا تتمكن من إقحامه سواء شاء أم أبى ويلزم بطريقة مباشرة في المشاركة وتحمل
جزء من مسؤولية ما يقول.
من التقنيات التي يستخدمها متلاعبو الحديث أن يتركك تتحدث أولاً فهذه النقطة بالنسبة لهم أساسية وسوف تساعدهم من جهة أخرى لاكتساب الوقت لتحضير موقفهم وما سيقولون وبملاحظة ما ستقول سيتمكنون من معرفة نقاط ضعفك واستغلالها ضدك فى هذه الحالة بمجرد أنتهاء حديثك سيطرح المناور نقد لك أو أسئلة تحصرك في جانب محدد من الحديث
إن تعرضت لذلك من أحد فلا تتحدث طويلًا بل تكلم باقتضاب ومرر الكرة لمن أمامك هكذا لا تعطي له الفرصة في تحضير ما سيقول .