مجزرة جديدة لجيش البرهان بالسودان
كتب/ أحمد الكومي
منذ إنقلاب جيش البرهان على الحكم المدني، يعيش السودان أياماً عصيبة مشبعة بالآلام والمعاناة، حيث تبخرت أحلام السودانيين بالتحرر من قبضة نظام الإخوان أمام تصاعد القمع والإستبداد.
وقامت الحرب بلا هوادة حوّلت المدن والقرى إلى ساحات للدمار والخراب، لم تستثنِ أحداً أو شيئاً؛ نالت من الأحياء السكنية، الأسواق، المدارس، المستشفيات، وحتى دور العبادة.
مشهد جديد في مسلسل المأساة
وبالأمس القريب تحولت مدينة نيالا إلى عنوان جديد لمعاناة السودانيين، ومنها قصف جوي إستهدف مدرسة كانت ملجأً للنازحين الفارين من أهوال الحرب، فحصد أرواح العشرات وترك المئات بين قتيل وجريح.
هؤلاء النازحون، الذين فروا بحثاً عن أمان بسيط، وجدوا أنفسهم تحت نيران لا ترحم، بأيدي مليشيات عبد الفتاح البرهان.
صرخات الألم تحت الأنقاض
وسط الركام، خرجت المواطنه السودانية نوال، إحدى الناجيات من المجزرة، لتعبر بكلماتها عن واقع أليم: “السودانيون يحبون الحياة”، وصوتها مفعم بالألم والأمل معاً، والذي عكس صمود شعب يرفض الإستسلام، رغم كل ما يواجهه من قصف ودمار.
وما جرى في نيالا ليس سوى فصل من سلسلة طويلة من المآسي، وما حدث من قصف متكرر من قبل قوات البرهان واستهداف المدنيين، والذي يشيران بوضوح إلى نهج عسكري قمعي لا يفرق بين جندي ومدني، ولا يعير أي اعتبار للحياة البشرية.
رغم المآسي التي تثقل كاهل السودان، لا يزال السودانيون يحلمون بغد أفضل، وطن يسوده السلام، خالٍ من الاستبداد والقمع، يعيد لهم كرامتهم وأمنهم المسلوبين، وأهالي نيالا، برغم كل ما جرى فيها، تبقى رمزاً لصمود السودانيين وإصرارهم على مواجهة الطغيان مهما كانت التحديات، فلسودان بلد يتأرجح بين الألم والأمل، ينتظر من يعيد إليه بريقه المفقود وسط هذا الظلام الدامس.