كتبت / رحاب الغزاوي
يُعد فوزي يونس شخصية بارزة في مجال العمل المناخي والتنمية المستدامة، حيث تمكن من دمج البحث العلمي مع التطبيق العملي لتحقيق إنجازات ملموسة
محليًا وإقليميًا ودوليًا. بفضل رؤيته الواضحة وقيادته المبتكرة، ترك بصمة مميزة في الجهود المبذولة للتصدي لتحديات التغير المناخي وتعزيز التنمية المستدامة.
شهد مؤتمر الأطراف السادس عشر لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16 بالرياض حضور العديد من الشخصيات البارزة فى مجال البيئة والتنمية
المستدامة، من بينهم الدكتور فوزي يونس، الذي يُعد واحدًا من أبرز الخبراء في مجالات البيئة واستصلاح الأراضي ومكافحة التصحر. جاءت مشاركته في
المؤتمرلتعكس أهمية تضافر الجهود العلمية والعملية لمواجهة التحديات البيئية المتفاقمة، وعلى رأسها التصحر وتدهور الأراضي.
ما هى أهمية مؤتمر COP16 بالرياض
بدأ الدكتور فوزي يونس بالحديث عن المؤتمر بالإشارة إلى، استضافت العاصمة السعودية الرياض الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة
لمكافحة التصحر (COP16)، وهو حدث عالمي يجمع قادة العالم وصنّاع السياسات وخبراء البيئة لبحث حلول فعّالة للتصدي للتصحر وتدهور الأراضي. يأتي
اختيار الرياض لاستضافة هذا الحدث تأكيدًا على التزام المملكة العربية السعودية بمواجهة التحديات البيئية العالمية، وتعزيز جهودها لتحقيق أهداف التنمية
المستدامة.
تركز دائما المؤتمرات على محاور معينة فما هي المحاور التى ركز عليها مؤتمر COP16
أوضح دكتور فوزي يونس أن المؤتمر ركز على محاور عدة، أبرزها:
- تناول المؤتمر جهود المملكة في مكافحة التصحر من خلال مبادرات كبرى مثل مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى زراعة مليارات الأشجار وتقليل انبعاثات الكربون.
- ناقش المؤتمر دور التقنيات الحديثة والابتكارات البيئية في استصلاح الأراضي المتدهورة وتعزيز الإنتاجية الزراعية.
- سعى المؤتمر لتعزيز التعاون بين الدول في تبادل الخبرات والموارد لمواجهة ظاهرة التصحر عالميًا، خاصة في المناطق الأكثر تأثرًا.
- شُدد على أهمية التكيف مع الآثار البيئية المترتبة على التصحر، وضمان أن تكون الحلول شاملة ومستدامة.
وبسؤال الدكتور فوزي عن دور المملكة في مكافحة التصحر
قال : أثبتت المملكة العربية السعودية التزامها بمواجهة التصحر من خلال سياسات فعالة وبرامج بيئية طموحة. وقد كان من أبرز
إنجازاتها:
- السعي لزراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة، في إطار رؤية 2030.
- وضع خطط لإعادة استخدام المياه المعالجة وتحسين كفاءة الري.
- تقديم الدعم للمجتمعات المحلية لتحسين ممارسات الزراعة والرعي، بما يسهم في تقليل الضغط على الأراضي.
الدكتور فوزي يونس بطرح رؤى علمية متقدمة وحلول مستدامة للتصدي لظاهرة التصحر.من أهمها:
-
يرى الدكتور فوزي أهمية تبني استراتيجيات علمية مستندة إلى البحث الميداني والتكنولوجيا الحديثة في مكافحة التصحر. وركز على ضرورة استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد وتحليل البيانات الجغرافية لرصد الأراضي المتدهورة ووضع خطط لاستصلاحها.
-
فهو يدعو إلى تعزيز التعاون بين الدول لمكافحة التصحر، مشيرًا إلى أن الظاهرة تتطلب حلولًا عابرة للحدود. وأكد على أهمية تبادل الخبرات والتجارب
الناجحة بين الدول المتقدمة والدول النامية.
-
وشدد الدكتور فوزي فى حديثه إلى جريدة أخبار القناة وسيناء على أن نجاح أي استراتيجية لمكافحة التصحر يعتمد على إشراك المجتمعات المحلية.
وأوضح أن توفير البدائل الاقتصادية المستدامة للمجتمعات الزراعية والبدوية يسهم في تقليل الضغوط على الموارد الطبيعية، ويحد من ممارسات مثل
الرعي الجائر وقطع الأشجار.
استعرض الدكتور فوزي يونس نتائج دراساته حول تأثير التصحر على الأمن الغذائي والمائي في المناطق الجافة، مشيرًا إلى أن التصحر يؤدي إلى فقدان أكثر
من 24 مليار طن من التربة الخصبة سنويًا. كما قدم مبادرات مبتكرة لاستصلاح الأراضي، مثل استخدام المياه المعالجة والزراعة باستخدام تقنيات قليلة
الاستهلاك للماء.
كما ركز الدكتور فوزي على دور التعليم والتوعية البيئية في مكافحة التصحر، مؤكدًا أن بناء ثقافة بيئية بين الأجيال الشابة يُعد حجر الزاوية لضمان استدامة
الجهود المبذولة في هذا المجال.
وأخيرًا شرفت جريدة اخبار القناة وسيناء بالحوار مع دكتور فوزي يونس أستاذ وخبير العمل المناخي والاستدامة البيئية ومدير الحوار المفتوح لتغير المناخ
بمصر التابع لمركز بحوث الصحراء ، كان حضور الدكتور فوزي يونس في مؤتمر COP16 إضافة قيمة للأهداف العالمية في مكافحة التصحر. من خلال
خبراته العلمية ورؤيته الشاملة،
أعطى نموذجًا حيًا عن أهمية الاستثمار في البحث العلمي والشراكات الدولية لمواجهة أكبر التحديات البيئية في عصرنا. تبقى مشاركته دليلًا على أن الحلول
المستدامة تبدأ من التفكير العلمي وتنفيذ الخطط الواقعية.