ظاهرة العنف
كتبت .. مرفت حمدى
تشغل ظاهرة العنف حيزا كبيرا فى حياتنا المعاصرة الى حد اقتحمت فيه مجال تفكيرنا و أصبحنا نسمع و نرى عن العنف الأسرى ، و العنف المدرسى ، و العنف ضد المرآة ...... و لو استقرأنا التاريخ لوجدنا هذا المفهوم ملازما لبنى الانسان ، و تنتشربين الأفراد و الجماعات داخل المجتمع الواحد و يوجد فى محيط المجتمعات و يتخطى حدود الثقافة والطبقة والتعليم و الدخل
وهى ظاهرة ليست بالحديثة و انما قديمة قدم العالم – فقد ذكر القرآن الكريم نموذجا للعنف فى قصة ابنى أدم قابيل و هابيل تلك القصة التى تقدم نموذجا لطبيعة الشر و العدوان و العنف الصارخ الذى لا مبرر له ( لأقتلنك ) فى مواجهة نموذج لطبيعة الخير ( و ما أنا بباسط يدى اليك لأقتلك انى أخاف الله رب العالمين ) ( المائدة أية 25 )
كل منهما يتصرف وفق طبيعته . قولا لينا يميت الحقد و الحسد و يسكن الشر و يرد صاحبها الى حنان الأخوة و بشاشة الايمان و التقوى و المسالمة يقابله اندفاع النفس الشرير فوقعت الجريمة و طوعت له نفسه قتل أخيه و خسر نفسه و أخيه ففقد الناصر و الرفيق و خسر دينا .فما تهدأ للقاتل حياة و خسر آخرته
- كما ذكر القرآن الكريم نموذجا لعنف الزوج تجاه زوجته متمثلا فى ظلم فرعون لزوجته المؤمنة التى لم يصدها طوفان الكفر الذى تعيش قيه فى قصر فرعون عن طلب النجاة ما تبرأت من فرعون و من صلتها به طالبة الى ربها بيتا فى الجنة حيث قالت ( رب ابن لى عندك بيتا فى الجنة و نجنى من فرعون و عمله و نجنى من القوم الظالمين ) ( التحريم أية 11 )
فقد كان يعذبها فى الشمس و القاء صخرة كبيرة عليها فرفعت بصرها الى السماء و قد ابصرت بيتها فى الجنة .
و ليست قصة يوسف ببعيدة عن الأذهان و ما فعل به أخوته تلك التى يجسدها القرآن الكريم فى سورة تحمل اسمه – و من امرأة العزيز حين راودته عن نفسها – ثم اتهام اخوته له و لأخيه بالسرقة
- و العنف اليوم ظاهرة اجتماعية و سياسية تتلظى بناره البشرية و تعدد صوره و ميادينه – عنف ضد البيئة تلوثا و اشعاعا و انبعاثا للغازات و دفكا للنفايات
- و عنف اقتصادى ضد أرزاق الضعفاء سيطرة و احنكارا
- و عنف ثقافى ضد هويات الشعوب غزوا أو طمسا لها
- و عنف عسكرى هيمنه و احتلالا
- و عنف سياسى دعما لأنظمة الفساد و الاستبداد
- وعنف الرأى تزييفا لارادة الشعوب و تكميما للأفواه
أما عن مفهوم العنف و دور المؤسسات لمواجهته كما سنتطرق إلي عرض بعض اشكال العنف ورأي المجمع والمتخصصين فى علم الاجتماع
و للحديث بقية ........