كتبت : رحاب الغزاوي
تعتبر محافظة السويس واحدة من مدن القناة ، وهي من أقدم مدن القناة حيث يرجع تاريخها إلى العصر الفرعوني .
وكانت محافظة السويس تقع على رأس خليج السويس ، الذي كان يمتد إلى بحيرة التمساح ، واطلق عليها الفراعنة اسم هيروبوليس.
ويمتد تاريخ السويس إلى وقتنا الحاضر ليسجل المؤرخون العديد والعديد من الأحداث التاريخية المهمة ، التي نسجت في قلوب الشعب المصري
كل التقدير للمدينة الباسلة .
واهتمت جريدة أخبار القناة وسيناء بإلقاء الضوء على تلك الأحداث من خلال الحوار مع مؤرخ السويس الدكتور السادات غريب في أثناء استضافته
في صالون هشام الحلو .
كانت فى السويس ملحمة استمرت لأعوام عديدة وبدايتها فى الخامس من يونيو كيف بدأت هذه الملحمة ؟
ملحمة السويس بدأت فى الخامس من يونيو سنة 1967 وانتهت فى 29 يناير سنة 1974 مع فك الحصار.
السويس فى 5 يونيو 1967 تحملت العبء الأكبر في مواجهة العدو بعد أنسحاب قواتنا المسلحة من على الجبهة ،
واستطاع أهل السويس إنقاذ بعض الضباط وعلاجهم داخل مدارس وبيوت السويس.
هذا بالإضافة إلى توفير المأكل والمشرب لهؤلاء الظباط والجنود والاتصال بذويهم في بعض المحافظات للأطمئنان عليهم .
ماذا كان دور أهالي السويس مع العدو في ذلك الوقت ؟
عندما وصل العدو الإسرائيلي على الضفة الشرقية بدأت المناوشات بين شعب السويس والعدو الإسرائيلي وبدأت الغارات الإسرائيلية
تضرب السويس ووقفت المقاومة الشعبية للتصدي لإسرائيل.
وماذا عن دور الرئيس جمال عبد الناصر في ذلك الوقت ؟
أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرار تهجير أهالي مدن القناة إلى المحافظات الأخرى ليعطي حرية ومساحة لقوتنا المسلحة في التعامل
مع العدو الإسرائيلي.
وبدأ أختيار المخابرات المصرية لمجموعة من المقاومة الشعبية وسمتها منظمة سيناء العربية على غرار الضفة الشرقية في سيناء.
وكيف صمدت القوات المسلحة والمقاومة الشعبية بعد دخول العدو الإسرائيلي للأراضي المصرية ؟
لم يكن هناك وسائل اتصال في ذلك الوقت ، ولكن عرف الشعب السويسي بدخول الإسرائليين عن طريق اهلينا الموجودين في القطاع
الريفي والذين اتجوا لمدينة السويس لتحذير القوات المسلحة ورجال المقاومة الشعبية .
ولم يكن هناك استعداد لمواجهة العدو الإسرائيلي في السويس ، واستطاعت اسرائيل في يومي 21 ، 22 يونيو الدخول من ثلاث محاور .
المحور الأول الإسماعيلية والمحور الثاني القاهرة والمحور الثالث الإدابية لحصار وضرب السويس والاستيلاء عليها يوم 24 يونية.
ولكن أصدر قرار مجلس الأمن رقم 339يوم 22 يونيه بوقف إطلاق النار وتم التنفيذ يوم 24 يونية .
هل كان هناك تكافؤ فى المعدات الحربية بين القوتين في ذلك الوقت ؟
بالعكس كان السلاح الموجود مع القوات المسلحة والمقاومة الشعبية هو سلاح خفيف مثل البنادق أما العدو الإسرائيلي كان داخل إلي السويس
بكامل معداته الثقيلة من دبابات وطيارات وغيرها.
ولكن قائد المخابرات المصرية في ذلك الوقت العقيد فتحي عباس استطاع أن ينظم عدة أكمنة للتصدي للإسرائليين ، كان في كمين على أمتداد شارع
الجيش فيه الشهيد أحمد ابو هاشم والشهيد أشرف عبد الدايم .
أما الكمين الثاني كان عند مسجد الأربعين فيه الشهيد فتحي عوض الله والشهيد عبد المنعم غانم والشهيد غريب محمد غريب.
الكمين الثالث كان فيه الشهيد محمود عواد والشهيد محمود طه والشهيد علي زياد .
وكان أخر كمين فيه الشهيد محمد سرحان والشهيد إبراهيم سلمان ، والشهيد أحمد الحيطي
وكان كل كمين يحتوي على العديد من أفراد الشرطة والجيش والمقاومة الشعبية وكل من كان يستطيع أن يحمل السلاح وقف ليدافع عن مدينة السويس الباسلة .
وفي يوم 24 يونيو بدأ الطياران الإسرائيلي يضرب المدينة من كل اتجاه غارة شديدة استمرت لمدة ساعتين لقصف أي روح للمقاومة .
وبعد الغارة إيقنت الكمائن أن الشوارع الرئيسية لم تضرب فتوقعوا الدخول البري للجيش الإسرائيلي وبالفعل الساعة التاسعة ونصف بدأ الدخول البري .
المحور الأول وهو محور الإسماعيلية استطاع أن يوقف دخول الجيش الإسرائيلي بقيادة الفريق يوسف عفيفي .
أما بالنسبة للمحور الثاني محور الأديبية استطاع الجيش الإسرائيلي الدخول إلى الزيتية وعسكروا هناك ، ولم يكن أمامهم سوى الشارع الرئيسي الذي يقطع
محافظة السويس من بدايتها لنهايتها .
وبدأو يدخلوا بالطابور الوهمي في البداية وهو عبارة عن مجموعة من الدبابات وعليها أعلام الدول العربية مثل الجزائر وتونس والمغرب وغيرها وارتدوا لبس
عساكر للبلاد العربية ليعرفوا اماكن المقاومة للتعامل معها .
ولكن لم تنخدع الكمائن بهذا الدخول الوهمي وتركوهم دخلوا بدون أي مقاومة حتى بدأ الدخول الثاني .
وكانت الدبابات حديثة الصنع وأسلحة ثقيلة لم يعتاد عليها الشعب المصري ، وعندما وصلت أول دبابة إلى حي الأربعين قام الشهيد إبراهيم سليمان بتدميرها .
وتم ضرب أخر دبابة وتدميرها وهي عملية أطلق عليها العقيد فتحي عباس قائد المخابرات اسم عملية الكماشة ووقف سرب الدبابات كله ، وبدأ الإسرائليين ينزلوا
من الدبابات ليتخبوا فى بيوت السويس فتم التعامل معهم بواسطة الأهالي .
وبذلك استطاعت القوات المصرية والمقاومة الشعبية والشرطة من تدمير 23 دبابة وقتل 80 جندي إسرائيلي وأصابة 153 إسرائيلي.
وكانت هذه المعركة فى 28 رمضان ودارت من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة السادسة المغرب .
وبعدذلك أخذ أفراد المقاومة الشعبية جراكن بنزين من البنزينة وأحرقوا كل الدبابات والمدرعات اللي دخل بها الإسرائيلين السويس .
وتم تكريم رجال مصر البواسل بعد العملية من الرئيس جمال عبد الناصر.
استمتعنا بالحديث مع الدكتور السادات الغريب ونهاية حديثنا نشكر حضرتك على وعد بحوار جديد عن مدينة السويس وحرب أكتوبر .