ismailia, Egypt

23.15°C
Clear Sky
SP_WEATHER_الإثنين
21.08°C / 38.55°C
SP_WEATHER_الثلاثاء
21.14°C / 40.29°C
SP_WEATHER_الأربعاء
20.64°C / 39.56°C
SP_WEATHER_الخميس
22.41°C / 40.7°C
SP_WEATHER_الجمعة
22.61°C / 40.13°C
SP_WEATHER_السبت
22.06°C / 38.72°C
SP_WEATHER_الأحد
21.18°C / 39.4°C

همسة ود .. قصة قصيرة

همسة  ود ..  قصة قصيرة

 

كتبت : رحاب الغزاوي

 

أخذ نسيم الهواء يداعب خصلات شعره الفضي وهو يجلس في مقعده المفضل في شرفة منزله ، يتنفس عبير الياسمين الذي يمليء الشرفه حوله.

 

ويستمع إلى ألحان أغنية قديمة يستمع إليها كل يوم حتى صارت من روتين حياته لا يستطيع الاستغناء عنها.

 

وتجلس على مقربة منه  حفيدته تنظر إليه كيف يستمتع بتلك الأشياء البسيطة .

 

وأقتربت منه تهمس جدي أعلم كم تحب تلك الأغنية ولكني دائما أتسأل ألم تمل من سماعها ؟

 

فابتسم ابتسامة عريضة وقال يا بنيتي إني أشتاق لحظات لقائي بتلك الألحان ، وهي الهدية التي يمنحها لي الله  في نهاية يومي .

 

وكانت الفتاة منتبه لكلمات جدها فتسألت ولما هذه الأغنية ياجدي ؟ فهناك الكثير من الأغاني الجميلة والأصوات الرائعة .

 

فرفع الجد يده ليضم حفيدته إلى صدره وقال يابنيتي إن تلك الأغنية سمعتها في أول لقاء بيني وبين جدتك ، وكل يوم يزداد شوقي  لسماعها في شرفة المنزل التي كانت

تضم أجمل سهراتنا على أنغام حديث جدتك إلي .

 

وارتسمت الدهشة على عيون الحفيدة ، وهي تقول جدي لم تحدثنا يومًا عن حبك لجدتي ، ولكني كنت استمع منها كثيرا وهي تجكي عن أول لقاء جمع بينكما .

 

يابنيتي كنت أهوى أن أستمع إليها وهي تحكي كما كنتم تستمعون .

 

ولكني ياجدي كنت اعتقد أن حبها لك أقوى .. وإنك لا تهتم بما تحكي.

 

إني متشوقة أن أستمع منك عن قصة حبكما وأول لقاء لكما.

 

ولكن يابنيتي القصة طويلة ، وأخشى  أن يصيبك الملل من حديثي

 

لا ياجدي كنت أحب أستمع إليها من جدتي وجاء دورك لتحكي

 

القصة بدأت عند رحيل جدتك .. بعد أن تركت البيت لعالم أوسع .. وتركت بداخلنا ذكريات تكتب بها روايات .

 

قصتي يابنيتي ليس في نظرات أولى خطفت بها القلب ، ولكن في نبض قلب عاش يحمل لها الود ، ويحيى على ذكرى ربيعها.

 

يابنيتي هي كانت اليد الحنونة التي تمتد إلي بالحنان وقت الضيق ، وبالمثلجات عند عودتي من العمل منهك القوى، هي كانت البسمة التي ترتسم فوق وجهي 

 

وأنا في طريقي للمنزل بعد يوم عمل شاق فاقترب عندما أتذكرها من أقرب محل للورد أشتري منه الياسمين الذي تعشقه ، كانت من تذكرني بصلة رحمي 

 

وتشجعني على صلاتي وصيامي وقيامي .

 

يابنيتي هي الحنان والبيت والأمان الذي يجعلني لا ألتفت إلى أخرى مهما ذاد حسنها ، فتكون ملكات الجمال بالنسبة لي صورة بلا أحساس

 

أغرقت عين الحفيدة بالدموع وقالت ليتها ما زالت معنا لترى كيف تعيش على ذكرها .

 

فهمس الجد قائلًا ولكنها ما زالت معنا 

 

فانتبهت الحفيدة بشدة متسألة كيف ؟

 

قال لها عيني تراها في كل مكان بالبيت عاشت به ملكة متوجة وإن كانت تركته بجسدها فروحها تحلق بالمكان 

 

أرها بروحي التي عشقتها عبر سنين عمري واشم رائحتها برائحة الياسمين الذي زرعته بيدي لتظل معي 

 

هذه يا صغيرتي هي جنتي التي اتقابل فيها كل يوم مع حبيبتي 

 

فالجمال ليس فقط في أول لقاء وأنما الجمال صدق المشاعر والذكرى الطيبة

 

ورفع يده ليمسح دموعها وهو يقول ليت هذا الجيل يدرك قيمة الحب .

 

يابنيتي لا تبكي ولكن أعزفي لحنًا يبقى فى نفس من تحبين .

جـــريدة القنــــاة وسينـــــاء 

جريدة متخصصة في أخبار سيناء ومدن القناة

يسعـــدنا تواصلكم معنا على الأرقام التــالية

01000000000- 01000000000

جميع المقالات تدل على رأي وتحت مسئولية كاتبيها ولا تقع أي مسئولية على الجريدة