كتبت : رحاب الغزاوي
كانت متعة القراءة هي ما يشترك فيه أغلب الناس ، وما زالت القراءة هي الهواية التي يمارسها الكثير ، ولكن اختلف جيل اليوم عن جيل أمس
في نوعية ما يقرؤون .
وذات يومًا عندما كنت صغيرة وقع في يدي قصة مترجمة بعنوان الحبس الأنفرادي ، قام بترجمتها محمد بدران ، فهي واحدة من كتب كثيرة
قام بترجمتها .
الحبس الانفرادي هي قصة من نوع متميز لأنها تربط الواقع بالخيال العلمي ، ولكن ما توقعه كاتب القصة حدث في الواقع إلى حد كبير.
فالقصة تحكي بشكل من الإثارة والتشويق عن مسجونين صدر ضدهما الحكم بالإعدام .
وعندما جاء وقت تنفيذ الحكم عليهما أخذوا بالقوة بعد أن تم ربط شريط أسود حول عينيهما وتم وضعهما في مكان وقد اكتشفا المسجونين
بأنهما وضعا في صاروخ انطلقا في الفضاء لإجراء تجارب علمية .
ومع الشعور المتضارب الذى انتاب المسجونين من الفرح لأنهم ما زالوا على قيد الحياة والخوف من المصير المجهول وفي ظل توالي أحداث
القصة وجدت نفسي لا أترك القصة حتى انتهيت من قرأتها.
وما زالت أبحث عنها لأقرأها مرات ومرات فإن متعة القراءة لا تنتهي بانتهاء معرفة الأحداث ولكنها تعتبر نوعًا من التسلية المصاحب
للتخيل لما كتبه المؤلف ووضع نهايات عديدة للقصة في خيال القارئ تختلف وتتفق مع نهاية القصة التي انتهت بها.
ولكن ما لفت انتباهي في هذه القصة وبعد مرور أعوام كثيرة على تأليفها هو أن التخيل الذي كتب عنه المؤلف بأن على كوكب ما نزل عليه
السجينان كانوا يشاهدان أمام أعينهم كل ما يفكرون فيه كصور وفيديوهات .
وهي نفس فكرة الهاتف المحمول الأن وبرامج السوشيل ميديا ، فإذا كان التخيل يمكن الحدوث فلماذا لا نتخيل العالم الأفضل ؟
لماذا نكتفي بقراءة ما هو واقعي ؟ فالسجن الانفرادي يكون داخل عقولنا التي تتجمد على أفكار معينة حتى وأن كانت خاطئة.